عندما تفقد القناعة بما لديك، تفقد اللذة الحقيقية في حياتك واللذة في كل ما تملك، ببساطة أكثر أصبحت تلهث وراء السّراب بينما كأس الماء بين يديك!

تجد أن غالبية الناس ، يثير إعجابهم ويخطف أنظارهم ما هو خارج جدران المنزل تحديدًا ، حتى لو أن ذات الأمر الذي أثار إعجابهم يمتلكونه داخل منازلهم ، لكن مع ذلك يبقى ما هو في الخارج أفضل ومثيرا أكثر ، أيعودُ السبب أنهم لم يكتشفوا ما بداخل أسرهم من ميّزات؟ والفضل في هذا يعود بالطبع إلى "الفائض العاطفي" و"التواصل الرهيب" الذي أضحينا نعيشه في أسرنا!! أم أنهم يدركون ما لدى أفراد عائلاتهم من ميزات ولكن يبقى ما هو في الخارج أجمل وأبهى؟ على سبيل المثال لا الحصر، تجدها تتغنى بمساعدة زوج صديقتها لزوجته وقت السهرة التي قضوها في منزل أصدقائهم، وتنسى أن زوجها ليلة البارحة كان قد غسل صحون العشاء وساعدها في تجهيز الأولاد للنوم لأنها كانت متعبة ، ولكنه ليس بإمكانه فعل ذلك كلّ يوم بحكم ظروف عمله الشاق، بينما زوج صديقتها قد أطفح الكيل لدى زوجته لكثرة جلوسة في المنزل بلا شغل ولا مشغلة، ونادرا ما يكلف خاطره ليحرك كأس الماء من مكانه، ولكنها رأت الجانب المشرق من زوج صديقتها في تلك الليلة ، وتراه يسترسل في مدح أناقة صديقة زوجته على الرغم من أنها أم لأطفال ومسؤولة عن زوج وبيت، وينسى أن زوجته الخميس الذي مضى قد أرسلت الأولاد إلى بيت جدهم لتعيش معه عشاءً رومنسيا من الطراز الرفيع، ولكن لا يمكن فعل ذلك باستمرار فالحياة أصبحت ذو أولويات ومسؤوليات تحكم الرغبات والاستقلالية التي كانوا فيها فيما سبق ، وأن صديقتها ذاتها تكون خلال يومها كما تكون هي في بيتها تماما، تقاتل ذباب وجهها لكثرة المسؤوليات ودوشة الأطفال ، ولكنه لم يرى سوا الجانب المثالي من صديقة زوجته في تلك الليلة أيضا، وترى الأم والأب منبهرين آخر إنبهار في ما يمتلك أبناء أصدقائهم وأقربائهم من مهارات وهوايات وأسلوب ناضج في التفكير والنقاش، لا بل ويفتحون أعينهم وأفواههم إندهاشا ونظرات أعينهم تعكس لوعة قلوبهم ،وكأن من عندهم من ذوات فصيلة "أكل،شرب،نام" ، على الرغم أن ما يتغنون به عند أبناء غيرهم ، هو ذاته أو ما يزيد عنه حتى موجود لدى أبناءهم ولكن لم يكلّفوا أنفسهم على اكتشافه واحتضانه، لحظة من فضلكم لا تستغربوا الأمر كثيرًا، فالأم والأب للعائلة الأخرى قد أبدوا ذات الدهشة والانبهار بأبناء العائلة الأولى و كادوا يندبون حظهم حسرة على أولادهم أيضا، فعجبًا لحال الإنسان يرى ما عند غيره ويغضّ الطرف عمّا عنده، فعلا القناعة كنزٌ لا يفنى!!



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مُثنّى ماهِر عتّال

تدوينات ذات صلة