كل يوم في حياة الإنسان هو فرصة لتعلّم شيء جديد وتصحيح خطأ سابق، كما أن الاعتراف بالذنب فضيلة مهما كان العمر، فلا تحرم نفسك تلك العطايا!
إحدى أهم الأسس التي نربي عليها أبناءنا هي احترام الكبير، ولا شكّ بأهميتها وأثرها في تنشئة الشخصية الرزينة، الواعية التي تنزل الآخرين منازلهم، ولكن ماذا عن انتشار عِبارة "بضل كبير والحق معه شو ما بعمل"؟ أنصبحُ معفون رغم جميع هفواتنا وأخطاءنا فقط لكوننا أكبر سنّا ممن نخطىء بحقّهم؟ أيكون السنّ بمثابة صكوك للغفران نختبىء خلف ستاره لتبرير ما نرتكب من أفعال غير لائقة بسنّنا؟ لو نظرنا للمعادلة بطريقة أكثر منطقية ، لوجدنا أنّه من الأجدر بالكبير، أن يحفظ مقامه برزانته ووقاره وأفعاله الناضجة، التي تكون قدوة ونهجا يحتذي به الصغيرعندما تضل به الدنيا ويحيد به الطريق، أعلمُ جيّدًا أنّ جميعنا معرّضون للوقوع في الخطأ، ولكن ليس من الحكمة أن نُبرّر أخطاء الكبار وزلاتهم، فقط لأنهم أكبر سنّا، والطرف الآخر أصغر منهم سنّا، في نهاية المطاف الحقّ لا يعرف صغيرًا ولا كبيرًا، والفعل الصحيح بيّن والخاطىء بيّن أيضا، وكما على الصغير أن يستمع للنصيحة والتوجيه من الكبير، فعلى الكبير أيضا أن يستمع للنصيحة، وأن يتقبّل النقاش بالمنطق والأسلوب المهذّب ممّن هو أصغر منه في العمر، بل وأن يعترف بأخطائه أيضا إذا تبيّن أنه على خطأ، وإلا كيف سيمثّل النموذج الحسَن لمن هم أصغر منه سنّا؟ يجب أن نصل إلى المرحلة التي ننحّي فيها كبريائنا جانبًا، ونتقبّل فكرة الاعتراف بزلّاتنا، حتى وإن كانت بحقّ من هم أصغر منا عُمْرًا، من يدري؟ لعلّ من هو أصغر منك سنّا، يرى الموضوع من زاوية أخرى مختلفة تمامًا وصحيحة أيضا لكنّك عجزت أنت الكبير عن رؤيتها، ليس من العيب أن يعترف الكبير بخطئه، بل العيب أن يصرّ على ذلك الخطأ، فقط لكبر سنّه أو مكانته الاجتماعية، لكي يحافظ على كبريائه وكلمته أو ما يسمى "برستيجه"، في نهاية الأمر، عامِل من حولك كما تحب أن تُعامَل، فلكلّ صغير من هو أصغر منه، ولكلّ كبير من هو أكبر منه ايضا، وهكذا هي الحياة، يوم لك و يوم عليك، فأحسن التصرّف في يومك، لكي تحظى بمعاملة حسنة في اليوم الذي عليك!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات