هكذا كُنّا ! كلّ شيء في حياتنا ذات معنًا مختلف! وهكذا أضحينا! لم تَعُد الأشياء تُبهِر كالسّابق!

لا شيء كالسابق، لم يعد المسلسل الذي تنتظره العائلة للجلوس حوله في تمام التاسعة ذات أهمية ولهفة، لم يعد إبريق الشاي مع أحاديثه المسائية يعطي الدفء لقلوبنا، حتى أن مائدة الإفطار في الصباح لم تعد طقوسها موجودة، يكفي أن يصنع كل منّا شطيرته بمفرده لسد جوعه، الحيرة في اختيار الطبق على مائدة الغداء لم تعد أكثر القرارت اليومية حماسا لاتخاذها، لم يعد شيء كالسابق، أصبحنا نتظاهر السعادة حتى لا نكون من الساخطين ،أصبحنا نلزم الحمد بكرة وأصيلا حتى لا نكتب من الجاحدين، نعظم في نفوسنا رغما عنها أبسط النعم وأعظمها لإيماننا المطلق بفضل الله ومنه علينا بأن خلقنا ابتداء وأحسن صورنا، وما بعد ذلك أصبح كله بلا نكهة ولا لون، بات كل شيء باهتا لا روح فيه، يوم الخميس ذاك الذي كان عيدا مقدسا من كل أسبوع ، أصبح كباقي الأيام لا بهجة له، أصبحت ليلة العيد كسائر ليالي السّنة، لم يعد غداء يوم الجمعة مميّز بطابعه الذي اعتدنا عليه، أصبح كل شيء مجرّدا من كل شعور خاص مقترن به، حتى أن النوم الذي كان يهرب من أعيننا حماسا في ليالي رمضان، ليلة العيد أو حتى الليلة التي تسبق الرحلة المدرسية ، أضحى هو الملاذ الآمن للهروب من الحياة وواقع مجرياتها الأليم ، لا أدري أهو تسارع الأحداث المخيف إلى هذا الحد ، أم أنه الهرم في ريعان الشباب ؟ أم أنه انعدام الشغف لكثرة اللكمات ؟ لا أدري صدقا، كل ما أستطيع الجزم به هو أنه لم تعد الأشياء تبهر كالسابق!



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مُثنّى ماهِر عتّال

تدوينات ذات صلة