نظرية علمية غير مثبتة بامكانها جعلك تسافر عبر فضاء تفكيرك والعودة بك الى الواقع
نظرية الأكوان المتوازية (multiverse)
نظرية الأكوان المتوازية أو البنية المتعددة للأكوان أو حتى نظرية الأكوان البديلة وغيرها الكثير من المسميات
هي نظرية فيزيائية تنص على وجود مجموعة أكوان بالإضافة إلى كوننا وأننا لسنا وحدنا في هذا العالم .
وقد تتشابه الأكوان أيضا فمن الممكن و في كونٍ مختلف هنالك كواكب ونجوم ومجرات ومجموعات شمسية و أيضاً كائنات حية ،ربما لديهم هناك أينشتاين آخر لكنه يعمل كمزارع مثلاً بدلاً من كونه فيزيائياً وهناك شخصاً مثلك أيضاً لكنه يختلف اختلافات بسيطة عنك فرُبما هو أكثر سعادة منك .
تدّخل في هذه النظرية العديد من الجهات و المصادر منها الخيال العلمي وعلم الرياضيات ,علوم الفيزياء والعلوم الدينية ولكن أكثر هذه العلوم أهمية والذي أرسى دعائم هذه النظرية بين العلماء هو علم الرياضيات
تعد هذه النظرية من أكثر المواضيع الغريبة التي طُرحت في مجال العلوم والفيزياء
والتي لم تحصل على تأييد من جميع العلماء عندما طرحت لأول مرة و اعتبرها البعض طريق مسدود في العلم نظراً إلى صعوبة وجود دليل مادي عليها و أن كل ما توصل اليه العلماء في هذه النظرية هو مجرد حسابات رياضية و لكن في العلم الحديث ومع ظهور بعض الفرضيات التي أكدّت وجود أكوان متعددة بدأت هذه الفرضية بتلقي الاهتمام من العلماء و في العلم الحديث كان من أكبر المؤيدين لها العالم ستيفين هوكنغ فكانت من آخر الرسائل التي طرحها عن نظرية الأكوان المتوازية .
فكيف ظهرت الفكرة ؟ وما هي الدعائم التي أثبتتها ؟
والتي جعلت العلماء يظنون اننا لسنا الكون الوحيد!
وكيف علِم العلماء بوجود أكوان أخرى بعيدة عنا بالرغم من أن الجنس البشري لم يستطع الى الآن الوصول حتى الى المجرات المجاورة لدرب التبانة !
في عام١٩٠٠ ظنّ العلماء انهم قد تعلموا كل شيء يخص علم الفيزياء حتى ظهر العالم ماكس بلانك و تحدث عن فيزياء الكم لأول مرة
وكانت دراسات ماكس بلانك تُنافي وتُعارض جميع ما توصل اليه العلماء في علم الفيزياء في ذلك الوقت
ووضعت اكتشافات وفرضيات بلانك في فيزياء الكم العلم والعالم والعلماء على مستويات عميقة وقواميس جديدة غير معروفة مُسبقاً والتي نقلت العلم والحياة إلى مستويات أعمق و أكثر اختلافاً وجعلت العلماء يتجهون لنظريات مختلفة وقوانين فيزيائية جديدة
فكانت نظرية ماكس بلانك تنص على ان الجزيئات يمكن ان تسلك وتتخذ عدة اشكال فمن الممكن ان تتصرف على شكل جسيمات مثلما تتصرف في نظرية الاطياف الذرية التي تنتج قوس قزح وكانت ايضاً تتخذ السلوك الموجي كما يحدث عند حيود الضوء وانكساره.
وبعد دراسات ماكس بلانك ظهرت العديد من الفرضيات ومن ضمنها نظرية الاكوان فالعلماء الذين حاولوا دراسة سلوك جزيئات المواد بالفضاء اعتمدوا على نظرية بلانك لكن نظرية الاكوان لم تحظى باهتمام العلماء
فعلم الفضاء الذي بدأ بالظّن أن الأرض هي مركز الكون و أن كل ما في الكون يتمركز حول الأرض حتى جاء كوبر نيكوس و غاليليو وأكّدوا أن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية وان كل الكواكب ومن ضمنها الأرض تدور حول الشمس والمجموعة الشمسية تعتبر نقطة صغيرة من مجرة درب التبانة صَعُبَ عليه تصديق ان هناك كون اخر غير كوننا
اول دراسة حقيقية ومعروفة لدى الجميع واعتمدت على فرضيات بلانك و ادت الى ظهور فكرة الاكوان هي الانفجار العظيم
وضع العلماء فكرة الانفجار العظيم كسبب لنشأة الكون لكن لم يكن لاي احد منهم تصور عن كيفية حدوثه او ما هو او حتى ما كان يوجد قبله او ما الذي اشتعل لتكوينه
وكان العالم الآن غوث اول من اشعل شرارة الاكوان المتوازية عن طريق ابحاثه وبطريقة غير مقصودة
فأبحاثه كانت تتكلم عن الجزيئات التي شكلت الكون الاولي وكيف ساعدت هذه الجزيئات على توسع الكون وتوصل الى انه بعد الانفجار العظيم هدأ الكون مما سمح للكواكب والنجوم والمجرات بالتكون
وتوصل العالم غوث الى نظرية الجاذبية العكسية والتي بدلاً من ان تجمع الجزيئات مع بعضها تعمل على تنافر كل شيء تحت مسمى الجاذبية المستنفرة والتي تحول حجم ذرة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة الي حجم مجرة درب التبانة بوقت صغير لا يمكن لعقل بشري ان يستوعبه
ولكن كانت ابحاثه لاتزال تحت مسمى فرضية ولاعتمادها تنبأ العلماء بوجود اثر حراري ناتج عن الانفجار ورسم العلماء خريطة حرارية متوقعة للكون وعندما كان العلم كافياً لارسال سفينة فضائية لفحص الحرارة كانت النتائج تقريبا متوافقة مع خريطة العلماء التنبؤية وبذلك تم اعتماد نظرية العالم غوث وحققت نجاحاً وامتيازاً كبيران
و بمحض الصدفة ادت توجهاته ودراسته الى ظهور بعض الابحاث الغريبة التي انتجت الاكوان المتوازية
فعندما اجرى العالم غوث محاضرة عن نظريته كان من ضمن الحضور العالم ڤيلينكن الذي كان متأثراً جداً بالمناقشة وبقي يفكر فيها لمدة طويلة وظهر في عقله سؤال -متى ينتهي التضخم وما هي القوة التي بامكانها جعله يتوقف ؟ -
وبعد مرور الزمن استنتج العالم ڤيلنكن ان التضخم لا يقف بكل مكان بنفس الوقت وذلك يعني ان هناك اجزاء ما زالت تتوسع
وتوصل الى ان الانفجار ليس حدث مميز وانه قد حدثت انفجارات عديدة قبلنا وسيحدث العديد من بعدنا
والى الان ما زالت تلك الانفجارات تحدث وتنتج الملايين من الاكوان المشابهة لكوننا تقريبا او مختلفة اختلافاً كبيراً عنه
ولتبسيط الامر اكثر افترض العالم ان الفضاء مليء بالطاقة التي تجعل العالم يتوسع ثم التحمت هذه الطاقة مع بعضها وتكون جزيئات التي تخضع للجاذبية المستنفرة وأنشأت الانفجار العظيم ولكن التحام الطاقة وتحولها لجزيئات يحدث في كل مكان في هذا الفضاء الواسع لذلك ينتج العديد من الاكوان وانها عملية مستمرة للأبد
لكن فكرة ڤيلنكن لم يتم قبولها من قبل الآن غوث لذلك انسحب من الفكرة فليس هناك اي دليل مادي قد يمكنه من اثباتها ولم يطرح هذه الفكرة من بعده الا العالم ليندي الذي خرج بنسخته الخاصة من الفكرة ولم يهتم ابداً بحجم الرفض الذي تلقاه لانه كان مقتنعاً بفكرته
ومن هنا بدأت هذه النظرية بالانتشار خاصة مع ظهور العديد من الدعائم مثل نظرية الاوتار (إكبيروتيك)
فنظرية الاوتار هي نظرية جمعت بين فيزياء الكم التي اكتشفها العالم بلانك والتي تحدثت عنها اعلاه والنظرية العامة وتعتمد على حسابات رياضية معقدة يمكنني ان اخوض بتفاصيلها في مقال آخر ان رغبتم بذلك ولكن عندما ظهرت نظرية الاوتار ظهرت بعض الحسابات الحقيقية التي كانت تنافي حسابات العلماء الاولية ومرّت هذه النظرية بمرحلة فشل فظيع لعدم قدرة العلماء على تفسير هذه الحسابات الى ان استنتج العلماء ان هناك قوى اخرى تمثلت بأكوان موازية وشقيقة لكوننا واستند العلماء عليها لاثبات ان كوننا ليس كوناً يتيماً و من خلال نظرية الاوتار اصبحت فكرة الاكوان فكرة متداولة وشائعة وصدقها العديد من العلماء
وبعد ان كانت تعتبر فشلاً فيزيائياً او نظرية غريبة وفكرة لم يستطع احد ان يصدقها اصبح العلماء الآن يبحثون عن طرق للتواصل مع العوالم الموازية
وبالرغم من عدم قدرتنا على رؤيتها لأننا محددون بسرعة الضوء الا ان جميع الحسابات اقرّت بوجود اكوان شقيقة اعتقد ان هناك تشابه كبير ما بين الثقوب السوداء والاكوان المتوازية
فكانت بداية الثقوب السوداء عام ١٩٥٨ و كانت تلك اول مرة ظهرت بها الفكرة و اعتبرت مجرد خيال وفضول ومحتوى غير مرئي تم التوصل اليه بسبب تأثيره على المواد ولم يتم اثباته الا من خلال الارقام والحسابات والنظريات النسبية والعامة و استمر الوضع على ما هو عليه حتى تم التقاط اول صورة للثقب الاسود في عام ٢٠١٩
لذا فمن الممكن اثباتها بعد مرور ١٠٠ عام ... رُبما ؟
و وضعها العلماء سبباً لظاهرة (deja vu )
فعندما ترى شيئاً وتعتقد انك رأيته مسبقاً فذلك بسبب ان ذات الموقف حدث مع نسخة من النسخ العديدة لك في الاكوان الاخرى
على سبيل المثال انت وللمرة الاولى ستسافر الى باريس لزيارة متحف اللوفر وتحديداً لرؤية لوحة الموناليزا لأنك من اشد معجبين دافنشي
وعندما رأيتها شعرت انك كنت بذات الموقف مُسبقاً مع العلم انها اول مرة لك هنا !
وذلك رُبما لانه نسخة من نسخك التي تعيش بكون آخر قد ذهبت الى باريس ومتحف اللوفر لتشاهد لوحة الموناليزا أيضاً
و قال البعض انها سبب الاحلام التي نراها
فالسيناريو الذي نشاهده في الاحلام عادةً ما هو الا الاحداث التي تحصل مع النسخ الأُخرى من الاكوان الشقيقة
ولكن بالنهاية الاكوان المتوازية ما تزال فرضية تحتمل الصواب والخطأ وتطرح العديد من الاسئلة التي لا يوجد لها اجابات
ولكن الشيء الحقيقي الوحيد بها هو انها فرضية مثيرة للفضول والعقل
ذكرت سابقاً ان الدين قد تدخل بهذه النظرية وهذا صحيح ١٠٠٪ كما جاء في قوله تعالى “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)” الطلاق.
فأشار العلماء ان هذا هو دليل ديني على وجود الاكوان الأُخرى
وان اردت ان تبحث عن النظرية أكثر فأنصحك بقراءة كتاب العالم الفيزيائي جرين (الحقيقة المخفية : الاكوان المتوازية و القوانين العميقة للاكوان ) غي
ر متوفر باللغة العربية
وبالنهاية فكرة وجود اكوان غيرنا في العالم هي فكرة مخيفة لكن فكرة وجودنا وحدنا هي الاكثر اخافة .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
من هذه النظرية تأكدت ان له وجود مادى مما يثار حول العلاقات الروحية من soul mate و twin flames وموضوع تناسخ الارواح، اعتقد نحن نعيش فى عصر جديد كليا من ظهور هذه المفاهيم الى السطح مره اخرى
😍😍
👏👏👏👏