نتعرف على ما هو الوعي؟ فنحن لا نعرف نفسنا بشكل عميق، ولما نعرف أنفسنا بشكل جيد الحياة تسير بشكل سلس والعتمة في الطريق تختفي كل ما هتاخد خطوة إلى الأمام.
عادًة ما يقال على كلمة "مبروك" على إنجاز شئ ما أو النجاح أو التفوق أو تم قبولك فى وظيفة ما أو أنجبت طفل والخ من الجمل المحفوظة الا سمعناها مراًر وتكراًر ……
كلمة رمزية لها شعورها الوجداني فتتحرك عاطفتك نحو شئ ما، لكن ما شعورك لو استقبلت جملة مثل "مبروك أنت واعي" ما هو ردة فعلك! هل يكون نفس عاطفتك التي تبنتها في نفس الموقف السابق! إذن ما هو الوعي! وما هو أشكال الوعي!
يعتبر مفهوم الوعي أحد المفاهيم الجدلية حتى الآن، بتنوع معانيه بتنوع دلالاته وتعدد مستوياته، الوعى اعتبر شئ غير مادى "ظاهره غير علمية" لا يمكن قياسه بشكل موضوعى وتجريبى.
حيث قال عالم النفس "ستيوارت ساذرلاند" "الوعى ظاهره رائعه ولكنها بعيدة المنال، ومن المستحيل تحديد ماهيته أو ما يفعله أو سبب تطوره، ولم يكتب شئ عنه يستحق القراءه عليه" هذا هو تعريف الوعى فى قاموس الدولى لعلم النفس عام 1990
أما اليوم أصبح الوعى هو قضية القرن وأصبح الباحثين والعلماء نفس وفيزياء وأحياء وكذلك الفلاسفة
يقولون "أن حل قضية الوعي هو التحدي الأكبر الذى نواجهه اليوم، وأن اى نظرية نفسية أو عقلية لن تكون كاملة دون تقديم حل لهذه القضية"
وبما أن الوعى قضية لم تحدد ملامحها بعد، يمكن أن نعطى وجهة نظرنا من خلال هذه القضية بشكل بسيط من خلال اسئلة نحاول نتعرف منها على مفهوم الوعى.
- كيف لنا ان نتعرف على الأشياء فى عالمنا؟
- وكيف لنا أن نستطيع ان نحكم على الأشياء بطريقة موضوعية وعقلية دون أن نتسرع في إطلاق أحكام مطلقة؟
الاجابة على هذه الاسئلة توضح الكثير من المعانى لفهم نفسك على أقل، ولما تبدأ تفهم نفسك تقدر من خلالها إدراكها وإدراك العالم من حولك بشكل جوهرى، وبعدها تقدر تصدر حكمك على أشياء بطريقة موضوعية وعقلية وهنا تسمى "المعرفة"
- من خلال هذه العملية نقدر نقول أن الوعي هو الشيء الفطري وهو جوهرك وخاصتك التي تميزك عن غيرك من خلال تجربتك الحياتية. نكتسب الوعى مجرى التنشئة الاجتماعية فى سياق التمكن من مهارات خاصة فهو لا يتطور بالفطرة.
- والإدراك هو إدراك النفس وأحوالها وأفعالها وعاطفتك وشعورك فى حضور العقل بمعنى حسن التصرف تجاه نفسك وتجاه الآخرين معًا.
من خلال رحلتك في الحياة وتجاربك، نقدر أن نضع الوعى فى قالب من خلال معادلة بسيطة وهي
الوعي * الإدراك = المعرفة
من هذه الزاوية نقدر نستنتج أن الوعى هو المعارف وقيمك ومبادئك وسلوكياتك التى تكتسبها من رحلة حياتك، والإدراك هو ان تكون مدرك بكل ما تفعله من شعور وعاطفة و سلوكيات وأفعال وايضًا إدراكك للعالم الخارجى من أمور جديدة ولم تجربها بشكل شخصى وإدراك أفعال وسلوكيات اقرب الاقربين، والمعرفة هى نتيجة كل ما تحصله من وعي وإدراك لنفسك أولًا ثم للعالم الخارجى ثانيًا.
- ماذا لو كنت مدركًا أو كنت واعى فهل يتم المعرفة؟
- قد تكون مدركًا ببعض الأمور لكن لم تكتشف نفسك بعد أو العكس - واعى بما تفعله لكن لم تكون مدركًا ببعض الأمور ما النتيجة من ذلك؟
مثالًا: كنت فى علاقة ما وحدسك قال لك شئ لكن فى وقتها لم تكن مدركًا بشكل كافى فالنتيجة لا توجد معرفة حقيقة، وقد تصدر قرارات تلقائية وانفعالية فى بعض الأحيان دون أن تعى بشكل كافى.
- إذن أن الوعى والإدراك هما عنصران يكملان بعضهما البعض، ولم تأتى المعرفة بدونهما.
أشكال الوعي كثيرة لكن اتكلم عن اشكاله البسيطة بنستخدمها فى رويتنا اليومى وقد لم نعى بذلك:
- العفوي التلقائي: وهو نوع من الوعى الذى يكون الأساس فى القيام بنشاطات معينة، دون أن يتطلب هذا الأمر مجهودًا ذهنيًا عاليًا، ولا يعيق مزاولة نشاطات أخرى.
مثال: عندما تجلس مع أصدقائك قد تكون تتصفح على هاتفك وتمزح مع أصدقائك فى آن واحد.
- تأملي: وهو الوعي الذى يتطلب حضورًا ذهنيًا قويًا، ويرتكز على هذا الأمر على القدرات العقلية كالإدراك أو الذكاء أو الذاكرة.
مثال: عندما تكون فى مشكلة حياتية كبرى فتأمل المشكلة من عدة زواياها وجوانبها وربطها بمعرفتك السابقة بشكل تحليلي منطقي موضوعي ينتج وعى جديد برؤية بصرية جديدة.
- الحدسى: أى الوعي المباشر و الفجائي الذي يجعل الفرد مدركًا للعلاقات أو الأشياء أو المعرفة، دون القدرة منه على الاستدلال أو دليل.
مثال: عندما تمشى فى الشارع قد تشاهد شخصًا لا تعرفه من قبل لكن حدسك يقولك انت تعرفه من قبل من غير أى دليل على ذلك.
- المعياري الأخلاقي: هو الذى يتيح الفرد إصدار الأحكام القيمة على السلوكيات والأشياء، بحيث يتم رفضها أو قبولها بناء على عدد من القناعات الأخلاقية، ويرتبط هذا النوع من الوعى غالبًا بمدى الشعور بالمسئولية تجاه النفس والآخرين.
مثال: عندما تكون فى حالة إشكالية مع رفيق حياتك وحصل خلاف كبير أدى إلي انفصالهما عن بعض، قد يتم سب وقذف لكن عندما تحمل وعيك الأخلاقى تشعر بمدى قيمتك اتجاه نفسك والآخرين معك.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات