المحبة الحقيقة ليست في الكلام فقط وإنما في العمل في طاعة المحبوب
إذا سألت أي مسلم هل تحب الله ؟ أو هل تحب رسول الله ؟ أو هل تحب الله ورسوله ؟؟
فسيجيبك على الفور نعم ومن لا يحب الله ورسوله!!!
ولكن هل كل من يقول أحب الله ورسوله صادقٌ في محبته ولكي لا أقول (لا) سأبيِّنُ لكم
علامة من علامات الحب الصادق
من ذلك طاعة المحبوب في ما يأمر وينهي قال الشاعر واصفاً حال من يدعي حب أحد ثم لا يطيعه :
من يدعي حب الحبيب ولم يفد...
من هديه فسفاهة وهراءُ
فالحب أول شرطه، وفروضُهُ... إن كان صدقاً: طاعةً ووفاءُ
وقال آخر:
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ... هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ.
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ ... إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
في كُلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ... مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ.
والذي لا يصلي مثلًا ليس صادقًا في محبته والذي ينم (ينقل الكلام السيء ليفسد بين الناس) كذلك الذي يملك المال والصحة ولم يحج ولم يعتمر ولم ينفق من ماله على أهل بيته ما يكفيهم ولم ينفق من ماله على رحمه وأقاربه و في وجوه الخير الأخرى ليس صادقًا في محبته ، كذلك الذي لا يغض عن المحارم بصره ليس صادقًا في محبته.
كذلك التي لا تصلي ولا تقضي أيامًا أفطرتها في رمضان لعذر حتى يحل رمضان التالى دون عذر ليست صادقةً في محبتها لربها ولرسوله ، كذلك التي لا تتحجب .
والحجاب ليس تغطية الرأس فقط كما هو شائع عند الكثيرين وإنما هو تغطية كامل البدن ، واللتي تخرج متعطرة متزينة وبغير حاجة في كثير من الأحيان ، وقد تكلم الرجال ودون حائل ، و ترقق القول أمامهم ، وتمشي مشية غير مستقيمة ، وقد تخلوا بالسائقين وغيرهم ، أو تسافر بغير محرم دون ضرورة ملحَّةٍ ، ولا تغض بصرها عن المحارم ليست صادقةً في محبتها ، والتي لا تتقي الله في نفسها ومال زوجها إذا غاب عنها وتحمله فوق طاقته غير صادقة في محبتها.
فمن يحب الله حقًا يطيع رسوله قال تعالى : { قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ } آلِ عِمۡرَانَ: ٣١.
ويطيع الله عزّ وجلّ من باب أولى
وإطاعة النبي صلى الله عليه وسلم هي
طاعة الله جل جلاله الذي قال في كتابه
العزيز : { مَّن یُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ عَلَیۡهِمۡ حَفِیظࣰا } النِّسَاءِ: ٨٠.
وقال الله تعالى أمرًا عبادة بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم : { وَمَاۤ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُوا۟ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ } الحَشۡرِ: ٧.
وقد أمر الله جل وعلا بطاعة ولي الأمر فقال : { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِی ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَـٰزَعۡتُمۡ فِی شَیۡءࣲ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۚ ذَ ٰلِكَ خَیۡرࣱ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِیلًا } النِّسَاءِ:٥٩.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتُكم به فأتوا منه ما استطعتُم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرةُ مسائلهم واختلافُهم على أنبيائهم).....
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات