و ماهي المعادلة الصحيحة لتحقيق الدخل الذي تستحقه؟ سأبدأ حديثي بطرح سؤال محوري حول هذا المقال: ما هي غايتك من العمل؟
ما هو الدافع الذي يجعلك تكرس وقتك في العمل على سبيل المثال بداخل شركة معينة ما بين الساعة الثامنة صباحاً حتى الخامسة عصراً ؟
حتماَ لن تكون الإجابة على السؤال المطروح سابقاً بأنك تعمل في هذه الشركة طوال هذا الوقت لأنك تعشق تلك الوظيفة و حلمك أن تعمل في شركةٍ كهذه، بالطبع لا؛ لأنه علينا أن نكون أكثر صراحةَ مع أنفسنا و أن سبب عملنا هو الدخل الشهري الذي ننتظره و نعمل لأجله لكي نشتري ما نطمح بإقتناءه، و بلا أدني شك لإنجاز عدة خطوات في حياتنا نحتاج للمال كي تتحقق على سبيل الطرح (الزواج) أو تأسيس شركة أحلامنا، و للأسف معظمنا مقتنع بالفكرة الخاطئة الآتية آلا و هي " الغاية من العمل هي المال فقط "، حيث أن هذه الفكرة غير صحيحة على الإطلاق! و لهذا السبب نرى بأن العديد من الناس ترفض الفرص الوظيفية في شركات مهمة نظراً لأن الدخل قليل، بالرغم انه كادت أن تكون مصدر ثراءهم يوماً ما،
بالطبع أنا أتفهم أن لكل شخص التزامات مادية معينة و بناءاً عليها يرغب بالحصول على دخل جيد و لكن السؤال الذي يراودنا جميعاً كيف نحصل على ذلك الدخل الشهري الممتاز ؟؟
و الفكرة الخاطئة التي نتبناها هي تقييدنا لأنفسنا بإمكانيات محدودة، بناءاً على ذلك أعود إلى أول ما تطرقت إليه في بداية حديثي بأنَ لا نجعل الدخل الشهري هو الغاية من العمل،
إني أعلم بأن السؤال الذي ينتاب فضولكم في هذه اللحظة هو : ما هي غايتي من العمل إذاً إن لم يكن لأجل المال؟
حيث أن إجابتي على هذا السؤال هي مرهونة بتصحيح المعادلة التقليدية التالية :
عوضاً على أن تعتقد بأن الدخل الشهري هو غايتك من العمل فكر بأنه واقع نتيجة قيامك بعمل معين! بمعنى آخر نتيجة تقديمك لخدمة معينة تستحق هذا الدخل، لذا دعونا أن نبحث عن قيمة مميزة نقدمها لصاحب العمل حتى يستفيد منها و يتبناها، و بالطبع لتقديم أي قيمة علينا أن ندرك ما هي المشاكل الذي تواجهه كصاحب عمل؟ ما هي احتياجات شركته؟ بمعنى أدق هو أن نطبق مهاراتنا و إمكانياتنا وفقاً لما يتلائم مع احتياجات الشركة أو صاحب العمل، على سبيل المثال إن كان صاحب العمل تصعب عليه مسألة معينة و أنا الشخص المناسب لحلها إذاَ بهذا الموقف أنا قمت بتقديم قيمة مميزه للعمل.
من الممكن أن تكون القيمة المطلوبة دنيوية أو بسيطة ، بمعنى أن الحاجة لها بسيطة و مرنة كوظيفة مدخل البيانات،
لن يكون دخله الشهري عالي لأن القيمة المطلوب تأديتها و إنجازها بسيطة. أي, ليست بحاجة الى دراسة دقيقة و تفكير استراتيجي ومهارات عالية وفقاَ لذلك، و من جهة أخرى يستطيع موظف مدخل البيانات أن يحصل على دخل شهري مرتفع من خلال أن يقدم قيمة إضافية مميزة يتفرد بها عن أي مدخل بيانات آخر ، مثلاً ممكن أن يطبع 75 كلمة بالدقيقة و أسرع من أي موظف أخر أو أن يتميز بقدرته على الطباعة بثلاثة لغات (كالإنجليزية و العربية و الفرنسية) أو ممكن أن يبذل جهد مضاعف عوضاً عن ثلاثة موظفين في زمن قياسي، و بالتالي ما هو عليك كصاحب عمل أن تقدم لمثل هؤلاء الموظفين فرصة مناسبة للحصول على دخل جيد جداُ.
و من هنا نكتشف أن المشكلة الحقيقية بالأشخاص الذين لا يستطيعون أن يجيبوا على سؤال: " كم الراتب المتوقع ؟ " في مقابلات العمل بأنهم لا يدركون ما هي القيمة الإضافية الذين يستطيعوا التفرد بها و تقديمها ليتفوقوا عن غيرهم من الموظفين، و الشخص الريادي يستطيع أن يدرس حاجة السوق و يوازن بما يستطيع أن يقدمه غيره من الأشخاص و بقدرته على تطوير نفسه لكي يبدع و يتميز عن غيره من الأشخاص و بتفرد بالقيمة الذي يقدمها عن القيم الذين يقدمونها حتى يحصل على دخل مرتفع.
التعليقات