للتي لا تتحجب و تقول فلانة تتحجب ولا تصلي أو أخلاقها سيئة لماذا لا تتحجبين وتكونين أفضل منها.
قبل فترة من الزمان ارسل ابي رسالة معايدة لأخت لي بمناسبة بلوغها ثلاثة عشر عاما ميلاديًا على مجموعة للعائلة على الواتس آب وكانت على النحو التالي:
السادس عشر من يوليو
تموز من كل عام نكون على موعد مع التاريخ !!
13 عاماً من الحنان والعطاء ..
كل عام وانت بالف خير بابا...
فرددت عليها قائلًا : (مع بعض التعديلات والإضافة) :
كل عام وأختي بألف خير وعافية وإيمان وتقوى وإلتزام بالصلاة والحجاب الكامل الشرعي المغطي كامل البدن وليس الشعر فقط .......
واللهم صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَصَبًّا، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا.....
والالتزام بالحجاب (اللباس الشرعي )
وهو الفضفاض الطويل الخالي من العطر والابخرة و الزينة والالوان الفاقعة وهو فرضٌ على كل مسلمة
وليس لهنَّ خيار غير الإذان لله وتنفيذ أمره قال تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنࣲ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ أَمۡرًا أَن یَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن یَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلࣰا مُّبِینࣰا }الأَحۡزَابِ: ٣٦....
وهو من صور الحياء و قد يكون للحياء أربع مراتب أولها واشرفها الحياء من الله تعالى وكيف تعصي أمره ونبيه وهو الذي أمر بالحجاب ويرى أعمالنا الظاهرة والباطنة ولا يخفى عليه من أعمالنا وأحوالنا وامورنا كلها شيء { وَمَا تَكُونُ فِی شَأۡنࣲ وَمَا تَتۡلُوا۟ مِنۡهُ مِن قُرۡءَانࣲ وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَیۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِیضُونَ فِیهِۚ وَمَا یَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ وَلَاۤ أَصۡغَرَ مِن ذَ ٰلِكَ وَلَاۤ أَكۡبَرَ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مُّبِینٍ } يُونُسَ: ٦١.....
وهو أعلم بمصاح العباد فهو الذي خلقهم قال عز وجل: { أَلَا یَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ } المُلۡكِ: ١٤....
وهو أرحم بهم من الأم بولدها وقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه عندما رأو أمرأة أرضعت ولدها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: (أترون هذه طارحةً ولدها في النَّار )قالوا : لا ، وهي تقدر ألا تطرحه فقال عليه الصلاة والسلام : ( لله أرحم بعباده من هذه بولدها).....
فإذا ما اسحيت الفتاة من ربها حق الحياء لن تخرج من البيت إلا بالحجاب ولن يكون خروجها كثيرا وبلاحاجة ولن تخرج متعطرةً متزينةً ولن تمشيَ إلَّا باستحياء كالمرأة في قصة زواج سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام التي أخبر الله تعالى عنها فقال عز وجل : { ...فَجَاۤءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِی عَلَى ٱسۡتِحۡیَاۤءࣲ قَالَتۡ إِنَّ أَبِی یَدۡعُوكَ لِیَجۡزِیَكَ أَجۡرَ مَا سَقَیۡتَ لَنَاۚ فَلَمَّا جَاۤءَهُۥ وَقَصَّ عَلَیۡهِ ٱلۡقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفۡۖ نَجَوۡتَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ (٢٥)} القَصَصِ....
قال السدي : ﴿تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾ أي : أتته تمشي على استحياء منه.
وقال الشيخ السعدي : وهذا يدل على كرم عنصرها، وخلقها الحسن، فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة، وخصوصا في النساء.
ويدل على أن موسى عليه السلام، لم يكن فيما فعله من السقي بمنزلة الأجير والخادم الذي لا يستحى منه عادة، وإنما هو عزيز النفس، رأت من حسن خلقه ومكارم أخلاقه، ما أوجب لها الحياء منه، فـ ﴿قَالَتِ﴾ الآية (السابقة)......
ولن تتمايل أو تضرب بأرجلها الأرض فيصدر من ذلك صوت يلفت النظر إليها وستطيع أمر ربها جل جلاله : {وَلَا یَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِیُعۡلَمَ مَا یُخۡفِینَ مِن زِینَتِهِنَّۚ وَتُوبُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِیعًا أَیُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ } النُّورِ: ٣١....
وليس هناك بأس في لبس شيء في القدم كالخلخال مثلًا إذا كانت ترتدي الحجاب ولكن تمشي بحذر لألا يصدر منها صوت بسببه ....
ولن تخضع بالقول أي : "ترقق الكلام للرجال" قال جل جلاله:{ یَـٰنِسَاۤءَ ٱلنَّبِیِّ لَسۡتُنَّ كَأَحَدࣲ مِّنَ ٱلنِّسَاۤءِ إِنِ ٱتَّقَیۡتُنَّۚ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَیَطۡمَعَ ٱلَّذِی فِی قَلۡبِهِۦ مَرَضࣱ وَقُلۡنَ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰا الأَحۡزَابِ:٣٢...
ولن تتكلم إلا بإستحياء كما فعلت المرأة التي قال الله تعالى أنها جاءت إلى سيدنا موسى عليه السلام كما في القصة السابقة {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾ ، وَهَذَا تَأَدُّبٌ فِي الْعِبَارَةِ، لَمْ تَطْلُبْهُ طَلَبًا مُطْلَقًا لِئَلَّا يُوهِمَ رِيبَةً.
قَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: وَلَمْ تَكُنْ سَلْفَعًا مِنَ النِّسَاءِ، خَرَّاجَةً وَلَّاجَةً.
وقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: السَّلْفَعُ مِنَ النِّسَاءِ: الْجَرِيئَةُ السَّلِيطَةُ...
إذًا كانت تمشي وتتكلم معه بحياء ....
و من وراء حجاب تتكلم مع الرجال الأجانب عنها ، أي : (الذين ليسوا من محارمها) إلا إذا احتاجت لذلك وستلتزم أمر ربها تعالى:{ وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَـٰعࣰا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَاۤءِ حِجَابࣲۚ ذَ ٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ ....الآية } الأَحۡزَابِ:٥٣...
ولن تتكلم معهم بلا داع ولن تخلوا بالسائقين وغيرهم من الرجال قال النبي صلى الله عليه وسلم :{لا يخلونّ أحدكم مع إمرأة إلا مع ذي محرم}....
ولن تسافر إلا مع ذي محرم قال النبي صلى الله عليه وسلم:لا يحل لإمرأة تومن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة (أي:يوم كامل فأكثر) إلا مع ذي محرم}.... إلا للضرورة القصوى.
ولن تعصي أوامر نبيها فكيف تعصيه وهو الذي قال الله عنه {وَلَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى } وقال عنه أيضًا : { لَقَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِیزٌ عَلَیۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِیصٌ عَلَیۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ } التَّوۡبَةِ: ١٢٨...
وهو الذي قال في حجَّة الوداع في يوم الجمعة بخطبة يوم عرفة :(إستوصوا بالنساء خيرًا ....إلى آخر الحديث.) فأوامره للنساء هي للحفاظ عليهن من الذين لا يخافون الله وليس لغير ذلك وقد كان عليه الصلاة والسلام خير الناس لأهله (لأزواجه).
وقال:{خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي} ....
وغير ذلك من صور الحياء.....
ثانيها :- الحياء من الملائكة الذين يكتبون كل صغيرة وكبيرة من عمل بني آدم فإذا علمت هذا جيدًا وآمنت به لم تخرج إلا به أي : (الحجاب ) وكذلك تلتزم كلا ربها ونبيه ولا تكون ممَّن يؤمن ببعض شرائع الإسلام ويكفر ببعض قال تعالى:{... أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضࣲۚ فَمَا جَزَاۤءُ مَن یَفۡعَلُ ذَ ٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡیࣱ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَیَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ یُرَدُّونَ إِلَىٰۤ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} البَقَرَةِ: ٨٥...
ثالثها :- الحياء من الناس فإذا استحيت من نظر الرجال إليها لم تخرج إلا به (الحجاب).....
رابعها :-الحياء من النفس فكيف يريد المرء أن يكذب على نفسه عيانًا ويردي بها إلى المهالك قال جل جلاله:{ بَلِ ٱلۡإِنسَـٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِیرَةࣱ (١٤) وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِیرَهُۥ (١٥) } القِيَامَةِ: ١٤-١٥...
فالإنسان المسلم العاقل كيس وفطن ولا يكذب على نفسه عيانًا قال النبي صلى الله عليه وسلم:(الكَيِّس مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِما بَعْدَ الْموْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هَواهَا، وتمَنَّى عَلَى اللَّهِ).....
وقد ذمَّ الله المشركين في ذلك فقال:{ ٱنظُرۡ كَیۡفَ كَذَبُوا۟ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡۚ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَفۡتَرُونَ } الأَنۡعَامِ: ٢٤.....
والحياء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :(لا يأتي إلا بخير)وقال أيضًا :
(الحياء شعبة من الإيمان) أي :خصلة من الإيمان.
وانا لا أنفي الحياء عن أحد ولكن لا ننسى أن من الحياء الاحتشام في اللباس ومن أجَلِّ الحياء الحياء من الله الذي فرض الحجاب وذلك بتنفيذ أمره وإجتناب نهيه والحجاب الكامل او الباس الشرعي معروف عند الناس ومن الأمثلة عليه العبائة وما هو على شاكلتها ، مما هو فضفاض طويل خال من الزينة ويستر كامل البدن واللباس العادي قد يكون أفضل من غيره ولكنه ليس حجابًا فالفرض هو الحجاب بالصورة التي ذكرناها ، فينبغي الحياء من الله وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه بشكل عام وأمره بالحجاب ونهيه عن التبرج والسفور وإبداء الزينة أما الأجانب بشكل خاص ،ولا يعني التحجب الخروج من المنزل بداع أو بدون وبلا تحديد ......
والحجاب لا يسلب المرأة أو الفتاة أو البنت المسلمة حقها ولا طفولتها وما سلب الطفولة في لباس يرتديه الإنسان ؟؟! ثم ما علاقة اللباس بضياع الطفولة؟!!
فالحجاب وغيره من الواجبات يجب على المسلم عند البلوغ ولكن يؤمر الاطفال بها أول الأمر بعد ذلك ليحببوا بها وليعتادوا عليها لألا يتفتجؤا بها ثم يشدد عليهم في الأمر ليلتزموا بها قبل البلوغ ليعتادوا عليها وتصر جزء من ثقافتهم وحياتهم ولألا يتفاجئوا بها عند البلوغ وبعده فلا يعقل أن يعتادوا عليها "في يوم وليلة" كما يقال فلا بد من ذلك قبل البلوغ بمدة....
والطفولة عند منظمة حقوق الإنسان
هي من عمر صفر إلى الثامنة عشرة
وهذا غير صحيح ، ففي الاسلام الطفولة تنتهي بالبلوغ وسن بلوغ الفتاة عادةً يكون بين التاسعة والثالثة عشرة وقد يتأخر إلى بعد ذلك وقد جاء صحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليأذن له بالجهاد معه وكان عمره أربعة عشر عاما فلم يأذن له إلا عندما بلغ الخامسة عشرة أي عندما بلغ الحلم واشتد عوده ......
هذا يعني أنَّ شن بلوغ الذكر بين الثالثة عشرة والخامسة عشرة لكن الغالب الخامسة عشرة وقد يتأخر بلوغ الفتاة إلى الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة
ومن وصل من ذكر أو أنثى إلى سن الخامسة عشرة يحكم عليه بالبلوغ حتى وإن لم يظهر عليه أيت علامات للبلوع......
والولد ليبلغ قبل الخامسة عشرة يجب أن يظهر عليه ثلاث علامات والبنت تكفي واحده....
والحجاب إنما يحفظها من الأذية كما يحفظ المرء ماله من الضياع أو السرقة بإيداعه في المصرف مثلًا وليس لغير ذلك كذلك الحجاب ليس لسلبها حقوقها والذين ينادون بحقوق المرأة و حريتها كاذبون فهم لا يريدون ذلك إلا لشهواتهم المادة والجسدية هم بذلك يهينونها من حيث يعلمون أو لا يعلمون فليس همهم مصلحة المرأة وإنما همهم الوحيد هو شهواتهم وهم كذلك يحطون من مكانتتها وقيمتها في المجتمع إذ يجعلون ميزتها الوحيده على الرجل هي إنها تنجب ويردون أن يتخلف المسلمون ويميلوا عن الصواب قال تعالى : { یُرِیدُ ٱللَّهُ لِیُبَیِّنَ لَكُمۡ وَیَهۡدِیَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَیَتُوبَ عَلَیۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ (٢٦) وَٱللَّهُ یُرِیدُ أَن یَتُوبَ عَلَیۡكُمۡ وَیُرِیدُ ٱلَّذِینَ یَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَ ٰتِ أَن تَمِیلُوا۟ مَیۡلًا عَظِیمࣰا (٢٧) وَٱللَّهُ یُرِیدُ أَن یَتُوبَ عَلَیۡكُمۡ وَیُرِیدُ ٱلَّذِینَ یَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَ ٰتِ أَن تَمِیلُوا۟ مَیۡلًا عَظِیمࣰا (٢٧) یُرِیدُ ٱللَّهُ أَن یُخَفِّفَ عَنكُمۡۚ وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَـٰنُ ضَعِیفࣰا (٢٨) }النِّسَاءِ: ٢٦-٢٨ ........
فهم كما قال جل في علاه { لَعَمۡرُكَ إِنَّهُمۡ لَفِی سَكۡرَتِهِمۡ یَعۡمَهُونَ } الحِجۡرِ: ٧٢ ..
والحياء هو مايجب أن تكون عليه الفتاة وليس الجرأة في الكلام والتصرفات ويجب التعامل مع البنت بعد سن التاسعة على أنها كبيرة فهي كذلك ولا نقول" بعدها صغيرة "كما يقول البعض ولا نتعامل معها كصغيرة فهذا خطأ كبير....................
بتصرف ....
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات