Illegitimi non carborundum هو قول مأثور لاتيني يعني "لا تدع الأوغاد يسحقونك" أو "لا تدع الأشرار يضطهدونك".
فور قرائتي لهذه العبارة،تذكرت العديد من الأوغاد و الأشرار الذين مروا في حياتي أو سمعت عنهم،نعم أسميهم بالأوغاد لأن أي شخص يتعدى على الإنسان لفظيا أو معنويا و يحاول تحطيمه ..هو وغد ، و أكثر من وغد.
للأسف الشديد،الأوغاد موجودون في كل الأرجاء، يأتون على شكل عائلة ،أقارب (أو بالأحرى عقارب) ،أصدقاء،زملاء في المدرسة أو العمل ،أو حتى أحيانا أشخاص لا تربطنا بهم أية صلة.و لأنني أعلم أن في حياة كل واحد منا يوجد الكثير من الأوغاد ،قررت أن أقوم بتجربة إجتماعية صغيرة مع الأشخاص من حولي ، فقمت بسؤالهم "ما هو أقسى شيئ قيل في حق شخصك و أثر فيك بشدة ؟" هكذا كانت بعض إجاباتهم و هكذا كانت ردودي عليها:
صديقتي في الجامعة قالت لي يوما ما : "انظري! سأعطيك نصيحة ؛ لا تلبسي oversize sweats لأن بالنسبة لك أنت لا تبدين بدينة لكن في الحقيقة أنت كذلك! كما أنهم لا يليقوا بك!"
Miss Naina :على أساس أن النصيحة تعطى بهذا الشكل
"في أي شهر حمل أنت ؟ " قيل لي هذا لمجرد أن بطني كانت منتفخة.
Miss Naina : في المرة القادمة إسألوها عن جنس الجنين.
بعد أن لم أتحصل على البكالوريا في المرة الأولى أخي قالي أنني لا أصلح للدراسة و أنني لن أنجح في حياتي.
Miss Naina : الأخوة في أبشع صورها .
عندما كنت صغيرة و بينما كنت أتحدث عن أهدافي بطريقة عفوية،استوقفتني خالتي لتقول : " كيف تتحدثي عن هذا! أنت لم تقومي بخطوة واحدة في حياتك و تريدين الوصول لهذا!"
Miss Naina : شكرا خالتها على التشجيع.
عندما كنت في المتوسطة صديقتي الغير محجبة قالت لي :"أنت تعجبينني و أحبك كثيرا لكن بحجابك هذا تبدين كالعجوز"
Miss Naina : صديقتها...أنت لا تحبينها!
أما الآن فقد حان دوري.
عندما كنت في المدرسة الإبتدائية ، كان هناك مجموعة من الأولاد اعتادوا أن يلقبوني "pinokeo " فقط لأن شكل أنفي كبير قليلا.أتذكر أنني لم أخبر أحدا ذلك الوقت و لم أعرهم أي اهتمام، لأن ذلك لم يؤثر في في تلك الفترة .
أيها الأولاد، بينما كنتم مشغولون بصنع الألقاب البذيئة لي ،أنا كنت أعمل لأصنع لنفسي اللقب الذي أستحقه..في ذلك العام كان اسمي الأول في لائحة شهادة التعليم الإبتدائي .
زوجة خالي قالت عني في احدى المرات "تبدو و كأنها أتت من الريف! أختها أجمل منها! "
زوجة خالي العزيزة ، و ما خطب بنات الريف؟ بنات الريف أكثر تحضرا من بنت عاصمية تعيب على خلق الله.أعرف ما يميزني و يميز أختي.لست غبية لأقارن نفسي بها.
خالتي خافت علي من الوحدة فقالت لي أمام الملأ: "لا تبقي كثيرا لوحدك ،ستصابين بالإكتئاب"
خالتي العزيزة ،وماذا لو حدث و كنت فعلا مصابة بالإكتئاب ؟ هل تعلمين مدى خطورة هذا؟ بكلامك أكدت لي فقط أن البقاء لوحدي أفضل من ملاقاة أشخاص بنفس تفكيرك!
هل رأيتم كل تلك الردود التي كتبتها،تلك الردود التي من المفترض أن أرد بها و أن تردوا أنتم بها.لن أقول لكم تقبلوا الإنتقاد ،اصمتوا ،و امضوا قدما،لأن فيما بعد ذلك السكوت سينجم عنه الكثير. لماذا الأوغاد لهم الحق في التحدث كيفما شاؤوا من دون مراعاة مشاعرنا و نحن مضطرين أن نقابل ذلك الأضطهاد المعنوي بالسكوت؟ لا! لن نسكت بعد الآن! لن نسكت لأن التعليق الذي نسمعه في الصباح يحرمنا من النوم في الليل،لن نسكت لأن ذلك الإحراج الذي نتعرض له يدخلنا في صراع مع أنفسنا،لن نسكت لأن التعليقات السلبية تشعرنا بالإحباط،لن نسكت..و لكن الأهم من ذلك،لن ندع الأوغاد يحطموننا!
منذ أن كنت صغيرة تعرضت للكثير من الإنتقادات الجارحة في شخصي،الإنتقادات و التعليقات كانت عن شخصيتي و أسلوب حياتي أكثر منها عن شكلي ،ففي العديد من المرات تم تلقيبي "بالمعقدة نفسيا " من طرف الأشخاص المقربين من حولي و تعرضت للكثير من النبذ و عدم التقبل.لطالما حاول الكثير من الأشخاص من حولي تغييري و مسح هويتي . لكن الآن عندما أنظر إلى الوراء ،أرى أن السبب الوحيد لهذا النوع من التعليقات هو شيئ واحد..أنني كنت مختلفة! و الناس من حولنا لا يحبون أن يرونا مختلفين عنهم،لا يتقبلون هذا؛ يريدون أن نتحدث مثلهم ،أن نلبس لبسهم،أن نعيش نمط حياتهم و نتصرف مثلهم.
لكني الآن أشعر بالفخر الشديد لأن كل تلك التعليقات التي سمعتها عن مظهري أو شخصيتي بالأخص لم تؤثر في، لأنني لطالما كنت مقتنعة بنفسي،لطالما اتبعت مبادئي و لم أسمح لأي شخص بأن يهز ثقتي بنفسي أو يحطمني.
أتذكر أنني في بعض المرات قمت ببعض المناقشات التي كنت فيها أبرر نفسي و أفعالي،كنت أعط الحجج لأثبت أني على حق.أما الآن، قوتي تكمن في أني أعرف من أكون،أعرف ما أستحقه و أعرف ما أنا قادرة على فعله ،لا يهمني ما يعتقده الآخرون ،لا أحتاج الى استحسان أو موافقة أي شخص على هذا الكوكب.
نصيحتي لأي شخص تعرض للتنمر ،للنقد القاسي، أو التعليقات السلبية، لن أقول لك لا تتأثر بها لأن هذا مستحيل ففي النهاية نحن بشر ،لكن لا تدع ذلك التأثر يدمرك أو يدمر حياتك.اعرف من أنت و لا تسمح لأي شخص أن يعرفك أو يقوم بتكوين نسخة خاطئك عنك.لا تأخذ كل ماتسمعه على محمل الجد حتى التعليقات الإيجابية ، لا تنتظر أن يجاملك أحدهم لكي تشعر بتقدير نفسك . المجاملات أحيانا تكون مؤذية ،لأنها إن حدث و توقفت يوما ما ستشعر أن هناك خطب ما بك ،ستظن أنك أنت السبب ، ستظن أنك لا تبلي حسنا،ستنخفض معنوياتك و تنتظر أحدا آخر ليرفعها من جديد ،لا! ارفعها أنت بنفسك!
لا تنتظر أن يقول لك أحد ما أنك جميل،الجمال الحقيقي ينبعث من داخلك،عندما تكون مقتنع بذاتك ستشع جمالا كل يوم.
لا تشعر بالإحباط إن قال لك أحد ما أنك لا تستطيع فعل ذلك،قف على رجليك،اعمل و أثبت (ليس له) بل لنفسك أنك تستطيع.
لا تدع شخصا ما يحدد لك أسلوب حياتك أو مبادئك،قم بالأشياء التي أنت مقتنع بها ،حدد مسارك و لا تنحني عنه حتى و إن وجدت نفسك وحدك فيه.
لا تنحف لأن أحد قال لك أنك بدين و لا تكتسب الوزن لأن أصدقائك يلقبونك بالنحيل.تقبل مظهرك كما هو و غيره إن أردت أنت ذلك.
لا تبرر لأي أحد تصرفاتك،الخروج من منطقة راحتك هو خيارك و حريتك أنت.و تذكر أنك لن تكون مرتاحا ان لم تكن سعيدا.
لا تشعر بالخوف إن تعرضت للرفض أو عدم التقبل،لا تشعر بالخوف من البقاء وحيدا،لن تكون أبدا وحيدا مع ذاتك الحقيقية.
لا تدعم يختاروا هويتك،لا تدعهم يحددوا مسارك،لا تدعهم يوهموك بأنك شخص آخر.هم سيرضوا عنك ،لكن أنت،هل سترضى عن نفسك؟
سينتابك الشك،ستخاف،ستصاب بالهلع ،ستبكي و ربما ستصاب بالأرق،لكن إياك و الرجوع إلى الخلف،لا تسمع أصواتهم ،أغلق أذنيك و أكمل طريقك!
لا تصدقهم إن قالوا لك أنك لست كاف،لا تصدقهم إن قالوا أنك لا تصلح لشيئ،لا تصدقهم إن قالوا أنك لن تنجح.هم يقولوا هذا لأنهم خائفين من أن يصعقوا بنجاحك.
و أخيرا،رجاءا! لا تدع الأوغاد يحطمونك! و أيضا ...إياك أن تكون وغدا!
أخبروني في التعليقات عن أقسى تعليق تعرضتوا له و كيف لم تدعوا الأوغاد يحطمونكم؟
إن أعجبتكم هذه التدوينة رجاءا اكتبوا في التعليقات "لا تدع الأوعاد يحطمونك"
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
لا تدع الأوغاد يحطمونك
ذلك حدث معي فعلا منذ سنتين قد كنت مع عائلتي في اجتماع عائلي ولقد ذهبت لكي أتحدث مع إبنة خالتي في الشرفة بعيدا عن ضجة البيت فقالت خالتي لأمي بعد ذهابي بناتك غير مبهجين ومكتئبين فقط لأننا لا نجيد الحديث مع الأكبر من عمرنا وذلك بسبب الغربة وعدم اختلاط عائلتنا بأحد لاننا لا نعرف أحد في غربتنا قد اوجعني كلامها كثيرا لكني لم اسمح لها بتدميري وكتبت قصيدة عن ذلك الكلام واحساسي به لكن لم اخذه على محمل الجد ولم أهتم به بشكل بالغ