الساعة العاشرة مساءا،فندق خمس نجوم.المتفرجون وصلوا ،كلُّ في مكانه جاهز للإنتقاد،أو أحيانا...السخرية!
غرفة تغيير الملابس مكتظة،الفتيات يركضن في كل الإتجاهات،البعض منهن يرتدي الفساتين بسرعة و البعض الآخر يقوم بتعديل المكياج.
الكل جاهز،تتم مناداتهن،تتجه الواحدة تلو الأخرى نحو قاعة العرض.أعين المتفرجين تتجه نحو المدخل.
يسود الظلام،يتم تسليط الضوء عليهن.يبدأن في السير و هن يرتدين بعض الأزياء (و التي في معظم الأحيان لا يطقنها).البعض حزين،البعض منهار،البعض لا يطيق المكان و لا الأضواء و البعض الآخر لا يحس بشيئ..لكن بالرغم من ذلك، ملامحهن مشدودة،يظهرن كالرجال الآليين،يحاولن بشدة إقناع الآخرين بأن ينظروا إلى الفساتين و ليس إليهم...
هذه كانت نبذة عما تعيشه عارضات الأزياء...و عما نعيشه نحن أيضا في الواقع.
.
كلنا نسير على ذلك الممر،نسير و نحن نلبس ما نحبه أو ما نكرهه،نسير فتقابلنا بعض الوجوه؛وجوه أصدقائنا أو أعدائنا.نسير و نحن منهارين ،تائهين،محطمين،لكن يجب أن نلبس قناع الرجل الآلي عندما تُشعل الأضواء،نُظهر الصمود ،القوة،و الإستقامة.بعض الأشخاص سيصدقوننا أو يعجبوا بما نرتديه فيصفقوا،البعض الآخر لن يقتنعوا،سينتقدوا ..أو يسخروا!
لكن،لماذا نمشي على ذلك الممر لإقناع الآخرين؟لماذا نسير من أجلهم و ليس من أجلنا؟ لماذا نلبس ما يعجبهم و ليس ما يعجبنا؟ لماذا نحنمضطرين لإقناعهم بأشياء موجودة و أخرى غير موجودة.
و إن توقفنا في ذلك الممر كمن شخص سيصفق لنا؟و إن سقطنا كم من واحد سيمد لنا بيد العون؟
أوهل يجب أن نمشي كلنا على نفس الممر؟ ألا يمكننا اختيار ممر آخر؟ أم سنخاف من غياب المتفرجين؟
هنا يطرح السؤال: رأيك و رأيهم من الأهم؟
إن كان يهمك رأيهم فحتما أنت مضطر على أن تمشي على نفسر الممر،بنفس الخطوات،تتصنع الثبات ،ليتصنعوا هم التصفيق (بحرارة)
إن كان يهمك رأيك أنت فقط،فإما ستمشي على ذلك الممر لكنك ستتحاشى نظراتهم لأنها لا تهمك.أو ستختار طريقا آخر تكون فيه أنت العارض،المتفرج،و المشجع!
إذًا..تجهّز،أضواء،انطلق!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
شكرا حمزة تيم،هذا يسعدني. 🤗
تدوينة جميلة، أبدعتِ 💜