"أن لم تعش يومك تتنفس وتأكل وتضحك وتتعثر وتنهض فأنت بلا شك ميت"
في احد اروقه المكتبه كانت تجلس على ركبتيها تحاول ان تبحث عن كتب تعليميه تثقيفيه في الفراسه لطالما جذبتها ملامح الاخرين تحب التفرس وتفحص ملامحهم لعلها خلال الخطوط الدقيقه التي تملئ وجوههم اٍٍن تعرف قصتهم لديها قناعه ان عرفت قصه احد ما فقد فهمته ولا تحتاج لان تعاشره سنوات عده حتى تعرفه قصصنا هي ملخص تجاربنا هي مانحن عليه الان فاالله عز وجل يقول سيماهم في وجوههم,في خضم تفكيرها وانزعاجها من اصوات المتجمهرين على طاوله ما شعرت بظله واقف فوق رأسها احست بالخوف لوهله شعرت ان الثواني التي جاهدت فيها لترفع راسها ساعات سمعت صوته "هل تحتاجين مساعده" تنفست الصعداء ماهو الا موظف يقوم بعمله جاوبته متلعثمه "لاشكرا" ملئت سلتها بما انتقته وذهبت مسرعه فهي تخاف التجمعات تخاف من الناس تعاني مما يسمى "رهاب اجتماعي" تشعر بالقلق والانزعاج من الاماكن العامه والتحدث مع الاخرين كان الممر ملئ بالناس فشعرت بالاختناق وتشويش بالرؤيه وقفت مكانها التقت لوهله عيناها بعينيه وكأنه شعر بها قفز من مكانه ليسألها "هل انتي بخير "كان صوته يأتي مشوش يملئه الصدى فأمسك بيدها لتسقط مغشي عليها افاقت لتجد اباها يجلس عند قدميها بكت فأحتضنها متمتا "الله يشفيك يابنتي" خرج ليشكره سمعت صوته"الحمدالله ياعم حصلت رقمك بطوارئ صحتي الله يقومها بسلامه ويخليها لكم ماسوينا الا الواجب" تذكرت صوته ملامحه ورائحه عطره شعرت بألم يعتصر قلبها استعاذت من شعورها وقامت لتستعد للخروج لازمت صورته خيالها اياما فوقفت امام المراه لتنهز نفسها ممسكه ثوبها انتي مريضه ولا يحق لكي ان تحبي اغروقت وجنتيها بدموعها مستلمه لقدرها,مرت السنوات لتفاجئ بوجوده في معرض الكتاب زادت شدت قبضتها على ذراع اختها احست بها قالت"لاتخافي انا معك" ظنت انها خائفه من التجمع لم تعرف ان قلبها قفز لرؤيته سألت اختها من تظنين ان يكون هذا الرجل فقالت لاتعرفينه وانت غارقه بين الكتب انه الكاتب المعروف "ابراهيم عبدالله لقد قرأت كتابه الاخير وساطلب منه ان يوقعه لي ذهبت معها مددت كتابه الجديد الذي لم تقرءه بعد نظر اليها لتشعر باهتزاز الارض من تحتها "بأسم مين؟ لاتعرف كيف خرج صوتها "شوق ناصر اخذت الكتاب وغادرت مسرعه و ضعت الكتاب لأيام على المنضده لم تستطع ان تفتحه وقفت امامه تساورها نفسها العوده الى مكانها ان تقطع مايمكن ان يبدء ليعيث في قلبها فسادا فهي ترى ان الحب فساد مدمر منهي لاجمل صفات الانسان يمتص اجمل مافيه ويلقي به ناشف منزوع الروح واللون باهت الملامح مثير للشفقه ,اخيرا قررت ان تفتحه امسكته بيديها الناعمتين مقلبه صفحاته باصابعها النحيله انتفض قبلها خرجت عيناها من مكانهما وهي تقرء "اتمنى ان تكوني بصحه جيده ان كان لايزعجك فأنا اتذكرك تمتت وهل تزعجنا الذكرى فهي مابقي لنا من ملذات الحياه القصيره ,بأسفل الورقه دون رقمه كاتب بخطه يده المعوج انتظر ان اسمع صوتك لوعرفتي كم بحثت عنك لما ترددتي في الاتصال بي" رمت الكتاب من يديها وكأنها احترقت من شراره جمره تكومت على نفسها في سريرها وبكت بحرقه حتى نامت بقيت عالقه لايام بين رغبتها في الاتصال به وبين خوفها من ان يقتل مابقي فيها من حب للحياه امسكت هاتفها وسجلت رقمه باسم "هاجس غائب "لاتظن انه ممكن ان يكون حقيقه اقنعت نفسها انه مجرد هاجس وسينتهي يوما ما هاتفته لتسمع صوته من الضفه الاخرى فبينها وبينه نهر جاري من المشاعر المتضاربه والكثير من العيادات النفسيه والكثير من مثبطات استرداد السيروتونين الأنتقائيه بينها وبينه برزخ لاينتهي "انا شوق" رد "مرحبا بشوقي الي غايب" من هنا بدأت القصه من هنا شعرت بالحياه من هنا خفق قلبها انتعشت روحها وظنت بالحياه خيرا حتى انها نسيت انها تعاني لسنوات نسيت ممرات العياده الكئيبه نسيت حقن المهدئ والتنفس لساعات داخل كيس ورقي فارغ نفضت كل مامر بحياتها ليسطع صوته وجسده كالنجم في سمائها اخبرها ذات يوم انها كالقهوه يحب ان يبدء يومه بصوتها وفي اليوم الذي لاتكون موجوده يشعر بصداع يعكر صفو يومه وانه اعتاد وجودها بحياته حتى أيقن انه كان يعيش بنصف عمر قبلها ,كانت كلماته كبيره جدا عليها بدأت تشعر بألاختناق منها فأخبرته بذلك وهي تصرخ في وجهه انا اختنق لااجيد السباحه في بحرك العميق فقال متجاهلاَ صراخها سأكون لك قارب نجاه ان سمحتي لي فأنا اريد أن اتوج عمري بك خافت ان لاتستطيع ان تكون زوجه كفوءله ولكنه احكم قبضته على حياتها ولم يتركها , عاد شريط حياتها امام عينيها وهي تحتضن صغيرتها كيف كانت وكيف اصبحت أمرأه عاديه طبيعيه بفضل وجوده وبفضل ايمانه التام بشفائها هناك اشخاص يهبهم لنا القدر كمعجزه ليغيرون حياتنا كدعوات أمهاتنا بجوف الليل لاوجود للمرض وانت قلبك مفعم بالحب حب الحياه حب العائله شغف العمل والتواصل مع الناس اكتشفت ان البشر ليسو مخيفين كما كانت تراهم والشوارع التي كانت تشعر بها تطبق عليها انها مجرد ازفلت وارصفه واشجار وسيارات بأصوات ابواقها لم تعد تخيفها وايقنت انها هي من وضعت امام نفسها السياج المعدني المؤلم في حال تجاوزته شعرت بالامتنان له ولمرضها الذي لولاه لما شعرت بلذه الحياه تملئها , لاتقف حياتنا امام شيء نحن من نسجناه بخيالنا نحن من وهبناه الملك ليتحكم بنا نحن من نشفي ارواحنا نؤمن بقدرنا ونقاوم كل مايمكن ان يعيق تقدمنا وايقاف رسالتنا بالحياه ,اخذت ورقه صغيره كتبت عليها"ان لم تعش يومك تتنفس وتأكل وتضحك وتتعثر وتنهض فأنت بلا شك ميت" والصقتها عللى ثلاجه مطبخها لتراها كل صباح وتتشبث بالحياه اكثر.
ميما السحيمي
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات