لماذا تتراجع اللغة العربية أمام لغات غير رسمية في جميع البلاد العربية تقريبا؟

لا يمكن الاستهانة بما يحدث من انتهاك للغة الضاد، اللغة التي من المفترض أنها لغة أكثر من ثلاثمئة وخمسين مليون عربي، ما الذي يحدث؟ خريجو جامعات وآخرون خريجو دراسات عليا لا يستطيعون التفريق -على سبيل المثال- بين الهاء والتاء المربوطة أو همزة الوصل وهمزة القطع!كيف يمكن أن يكون هؤلاء وصلوا لهذه المراتب الدراسية، وتجاوزوا مراحلها، بهذه السهولة والتهاون،


وربما من المذكورين هنالك مَن زادهم وزوّادهم اللغة العربية، أي يحتاجونها بكثرة في دراساتهم أو أعمالهم. يرى المرء عجبا؛ فهنالك أخطاء لا تغتفر يرتكبها أناس من واجبهم أن يكونوا حماةً لهذه اللغة المقدسة التي ربما كانت أكثر اللغات التي عُني بها الدارسون والعلماء، للحفاظ عليها باعتبارها لغة القرآن الكريم الذي جُلّ إعجازه لغته بما فيها من فصاحة وبيان.


لماذا يتبوأ مسؤولون في "بلاد العُرب أوطاني" مراتب مسؤولة ويهتكون أستار قواعد اللغة ويرتكبون بخطاباتهم مجازر بكل صفاقة من دون حسيب أو رقيب سوى بعض الممتعضين القلة؟


النحو وعلم الحديث الشريف علمان تميّز بهما العرب عن سائر الأمم، وفيما يتعلق في علم النحو، فنجد كثيرًا، ممن يتبرّم منه باعتباره علمًا مبهمًا أو غير ضروري، كيف يصبح ضروريًا؟ أمام هذا الانتهاك الذي يحدث للغة، وخرق أبسط قواعدها، والحقيقة أنه أهم علوم اللغة العربية بإجماع كثيرين، ولولاه لما استقام فهم، أو أُقيم علم أو دين، فهو العلم الذي يسمى علم الإعراب أيضا، والإعراب يحمل معنى الإيضاح، فلولاه لما اتضح كثيرٌ من كلام العرب بما فيه أشعارهم وعلومهم كعلمي الفقه والحديث.


لماذا تتراجع اللغة العربية أمام لغات غير رسمية في جميع البلاد العربية تقريبا؟ لماذا تُجلُّ اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية في العلم والعمل، بينما تُذلُّ العربية، اللغة الأوسع/ لغة الاشتقاق، والأقدر على تبيان المعاني ودمج الفِكَر؟


نحتاج ثورةً نبدؤها بأنفسنا لإعادة علاقتنا بالعربية، هذه اللغة الشاسعة، والطيّبة، إذ احتوت سنينًا طِوالا من الفصاحة والبيان اللذين لم يؤتَ غيرُها من اللغات مثلهما، نحتاج أن نُفكر باستخدام العربية القويمة ليكون فكرنا شاسعا وقويما، فكر ينهل من ميزات لغة الضاد الكثيرة.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات محمد الدحيات

تدوينات ذات صلة