تمتد إجادة اللغة إلى فهمها فهما قيّما لإيصال المعنى للمتلقي إيصالا فصيحا بائنًا، لا لبس فيه


لا تقتصر الكتابة على إجادة اللغة قواعد وإملاء، لكن تمتد إجادة اللغة إلى فهمها فهما قيّما لإيصال المعنى للمتلقي إيصالا فصيحا بائنًا، لا لبس فيه، إلى جانب القدرة على إلإعراب عن المراد بأسلس الطرق.

هنا صياغتان ركيكتان تكثر عند معشر الكتاب على العموم، والصحفيين على الخصوص:


*استخدام "إن" واسمها وخبرها:


إن من الضروري عدم استخدام الهاء في إن/ أن، كضمير مقدم، كأن نقول: "إنه من الضروري عدم استخدام الهاء"، فالقاعدة تفيد بعدم جواز تقدم الهاء على الاسم إلا في حالة واحدة هي عند التعظيم مقتصرًا هذا على تعظيم الله عز وجل، كأن نقول: :إنه هو الله".

قِس على هذا استخدام كلمة "وحده"، إذ لا يجوز استخدامها مقدمة بضميرها الهاء الملاصق دائما لها، وهي في جميع أحوالها تُعرب حالًا منصوبًا، مثال: نقول الفريق وحدَه الحائز على البطولة خمس مرّات، ولا نقول: وحدَه الفريق الحائز..

وقد تُستخدم الهاء ملاصقةً لـ"إن/أن"؛ إذ كانت تعود على اسم مقدم عليها كأن نقول: قال رئيس الوزراء إنه يسعى لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن المواطنين، وإنه أقرّ في سبيل ذلك أمرَ دفاع يتضمن تخفيض الضرائب عليهم.

في المثال نلحظ أن الهاء عائدة في "إن" على اسم متقدم وهو رئيس الوزراء، كما نلحظ كسر همزة "إن" الثانية بعد عطفها على الأولى أي لا يجوز قول: إنه يسعى.. وأنه أقر في سبيل ذلك..

من الركاكة والخطأ: كذلك عدم تفكيك الجملة وتتابعها بسلاسة بعد "إن" للتوضيح (إن+ اسم+ خبر)، مثال: وأوضح وزير الخارجية أن الأردن يريد تحقيق الاستقرار في المنطقة. هذا الصواب، أما الخطأ فهو القول: وأوضح وزير الخارجية أنه يريد الأردن تحقيق الاستقرار".

لكن يجوز تقديم الخبر على الاسم، والشاهد قول النبي "إن من الشعر حكمةً، وإن من البيان سحرًا". لاحظ لم يقل صلى الله عليه وسلّم: إنه من الشعرحكمة، وأنه من البيان سحر/ سحرا.


*استخدام "والتي/ والذي"


وهو استخدام ركيك بإجماع لغويين كثر، يظن كثير من الكتاب أن لا مناص منه، ولا بدّ منه، لكن بالحقيقة أن أحرفا كثيرة يمكن استخدامها لتلافي هذا الاستخدام ،منها: فاز الفريق ببطولة الدوري المقامة منذ شهرين والتي تُعد العاشرة له. الأفصح أن نقول: فاز الفريق ببطولة الدوري المقامة منذ شهرين وهي تُعد العاشرة له. وقد لا ينطبق استخدام الضمير هي دائما بديلا عن استخدام "والتي" لكن هنالك بدائل ثانية مثل إذ التفسيرية، وواو العطف، وحيث، وقد التحقيقية وغيرها بحسب الجملة والمعنى المراد مثال: يمتاز الأردن بالطبيعة المتنوعة والتي تشمل السهل والجبل والصحراء. البديل: يمتاز الأردن بالطبيعة المتنوعة؛ إذ تشمل السهل والجبل والصحراء.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات محمد الدحيات

تدوينات ذات صلة