للأبواب المغلقة هيبةٌ وخيبةٌ، ولكن الإيمان بقدرة الله على فتحها والتحرر منها أكبر.

لا أعلم ما تخبئه لي الأيام من أحداث وأشياء

لا أعلم .إن كنتُ سأكون في المكان المناسب لي، أم أني سأبقى حيث أنا

سجينةً في مكانٍ لا أليق به، ولا هو يناسب أحلامي وطموحاتي.

حدثت الحرب ووزعت ما وزعت في شتى أرجاء العالم، فمنهم من كان قدره في أن يكون في أرضٍ تتقبله

وترفع من شأنه وتفتح له الأبواب والأحضان.

ومنهم من شاء القدر أن ينتقلوا من سجنٍ مشتعلٍ إلى سجنٍ خانقٍ مغلقَةٌ أبوابه!

يعاني وحدته ويشكو عجزه وفوق كل ذلك يصمت صابرًا.

يرى الهموم تنهال عليه من كل صوبٍ، والأبواب تغلَق في وجهه كلما لمحها مبتسمًا.

يغربُ كلما أشرقت الدنيا خارجَ حدود حياته!

يقارن نفسه مع غيره فيجد بأنه لازال واقفا بمكانه رغم كل المحاولات لِكسر شيءٍ من قيوده، لا زال قابعًا داخل انتظاراته التي طالت وطالت ولم تنتهِ!

وهل عساها تنتهي؟

إن كان كل من حوله سجَّانين وهو السجين الوحيد؟

ينظر من نافذة صغيرة، يرى لونا للحياة وكل ما حوله سوادٌ وظلام، يسمع لها صوتا وكل ما يسمعه صمت وعويلٌ مكتوم!

يحاول الاقتراب أكثر من تلك النافذة المرتفعة جدا عن مستوى نظره، ليقع كلما حاول الارتقاء على جدران خيباته بفعلها!

خيباته من نفسه، من واقعه، من أحلامه المدفونة، من آماله المبتورة، من وحدته وانفراده، ممن لا يحاول فهمه واستيعابه، ممن تركوه وحيدا وسط طريق موحش، ممن سيتركه قريبا، من خوفٍ يكبر كل لحظة!

يكبر بسرعة مهولة، عجيبة، ومستمرة

خوفٍ من البقاء بين جدرانٍ خانقة، وسط مكانٍ كل شيءٍ فيه جميلٌ إلاَّ ما يخصه، داخل كيانٍ قد يتقبل أيَّ شيءٍ إلاه، فلا حضنٌ دافئ ولا شعور بالأمان والاطمئنان.

يُقال: "إذا ما ضاق صدرك من بلاد، ترحَّل طالبًا بلدًا سواه"

كيف ذلك والحيلة معدومةٌ، والأمل المرجو ضعيف؟


أملي ودعائي في شهر رمضان المبارك لهذا العام هو أن يتحرر كلٌّ مما يقيده ويعيقه عن الحلم والتقدم نحو ما يطمح له، أن يُفتح كل بابٍ مُغلق ليأتي بالبشائر والفرح، أن يُكسر كل خوفٍ فلا نسمع سوى صوت البهجة والفرح وأصداء النجاحات والطموحات المحققة.


#مياس_وليد_عرفه


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مياس وليد_حكاية شتاء

تدوينات ذات صلة