قصة من قصص مثلث الحب..كان حباً خفياً صامتاً لم يعبر عنه أحد إلا الموسيقى

مصطلح مثلث الحب: هو لفظ يطلق على ثلاثة أشخاص.. الطرف الاول يحب الطرف الثانى والطرف الثانى قد يحب الطرف الثالث أو الأول..الثلاثة وقعوا فى الحب. هناك الكثير من القصص التى عبرت عن هذا المصطلح ولكن مؤخرا قرأت قصة حب لا تستطيع أى طريقة أن تعبر عنها إلا الموسيقى وخاصة موسيقى البيانو.

الطرف الأول: هو "روبرت شومان" كان مؤلف موسيقي ألمانى و أشتهر بفضل موسيقاه الشهيرة التى كان يعزفها على البيانو.

الطرف الثانى: هى "كلارا جوزفين فيك" وهى مؤلفة موسيقية ألمانية ومن أبرز العازفين فى الفترة الرومانسية فى ألمانية.. تزوجت من روبرت شومان واصبحت كلارا شومان وانجبت منه 3 أطفال

الطرف الثالث: "يوهانس برامس" مؤلف موسيقى ألمانى ومن أصحاب الحركة الرومانتيكية فى ألمانيا.و أعتبر إمتداد لبيتهوفن.

لقد بدأت القصة بإعجاب شومان وانبهاره بتأليف برامس وموسيقاه وكانت المقابلة الأولى بينهما زيارة برامس لمنزل شومان بعد إلحاح من أحد أصدقاء برامس . من كثرة إعجاب شومان للشاب الطموح برامس كتب مقالاً يبدى فيه إعجابه به وكان المقال سبب شهرة برامس قليلاً حيث كان فى ذلك الوقت شاباً يشق طريقه لا أحد يعرفه.

بعد فترة من تكوين علاقة صداقة بين الثلاثى شومان وزوجته كلارا وبرامس. مرض شومان وخلال فترة المرض توطدت علاقة الصداقة بين برامس وكلارا حيث كان برامس يساعد كلارا وأطفالها ولم ينقطع عن زيارة شومان وفى هذه الفترة أعجب برامس بكلارا الت ىكانت اكبر منه ب14 عام ولكنه لم يجرأ بأن يعترف بذلك الحب وأخفاه وراء علاقة الصداقة.التى اكتفى بها وأخرج مشاعر الحب من خلال الموسيقى فكانت كلارا شومان وحبه لها إلهامه..فأفصح عن الحب الصامت بالموسيقى التى وصل صوتها للعالم كله. قبل شهران من وفاة شومان ارسل برامس رسالة الى كلارا وقال لها: "محبوبتي كلارا، أنت عزيزة على بلا حدود، اعز لي مما يمكني قوله. اود قضاء طوال اليوم أطلق عليك أسماء تعبر عن حبي لك وأقدم لك الإشادة دون الشعور بالرضا أبدا. خطاباتك مثل القبل".


مات شومان..وبالتأكيد توقعت بأن طريق برامس ليصل لكلارا أصبح خالى..ولكن شخصية كلارا كانت مخلصة لزوجها الراحل..لم تكن تلك المرأة التى تتزوج من رجل فوراً لمجرد مساعدتها فى تربية أبنائها بل كانت شخصيتها مستقلة..حيث إستخدمت موهبتها الموسيقية التى أهملتها لتربية أطفالها والذين من أجلهم أيضاً عادت إلى الموسيقى و إلى البيانو حيث عزفت فى الحفلات العامة لكسب لقمة العيش

وبرامس حبه وصل لحد إنه إحترم ذلك القرار و إكتفى بعلاقة الصداقة و إكتفى بإستخدام الموسيقى للتعبير عن ذلك الحب. وكان يساعدها مادياً وكان معها فى كل وقت تحتاج اليه..

حاول برامس نسيان ذلك الحب وتهيأ له بإنه وقع فى حب "آجاثا فون سيبولد" إبنة أحد الأساتذة ولكن للأسف لا أعلم إلى الآن هل برامس ترك آجاثا بالرغم من إنه أعجب بها بسبب العشق الذى عشقه لكلارا أم إن آجاثا لم تتحمل تلك العلاقة الخفية بينهما؟!.. وإتجهت تلك العلاقة الخفية على الرسائل فقط بين بعضهما البعض.

وفى يوم 20 مايو عام 1896م ماتت كلارا وحضر جنازتها برامس. ومن بعد ذلك الحدث تدمر برامس لم يعد كسابق عهده.ومرض وحاول تلقي العلاج ولكن دون جدوى فى يوم 3 إبريل عام 1896م مات برامس. وإنتهت قصة الحب الصامتة بموت الثلاثى.


يمثل برامس العديد من الأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ و لم يعيشوا مع من يحبوهم.. ولكن إبقاء ذلك الحب داخل القلب والتعبير عنه بطرق مثل المساندة والتواجد عند الإحتياج أكثر نبلاً. فمن يحب حقاً يكتفى بمجرد إبتسامة الطرف الآخر وأن تكون حياته سعيدة حتى لو بعيداً عنه.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مارينا سعيد

تدوينات ذات صلة