إلى الاشخاص التى تكبت مشاعرها وتخفيها.. ومن يرتدى قناع الإبتسامة طوال الوقت ولكن بداخله حزن.

لقد كنت أشاهد مسلسل وكانت البطلة مريضة نفسياً والممرض الذى يعمل فى المستشفى يحاول أن يساعدها ويقول لها فى كل وقت يقابلها "تغيري فأنتى هكذا لستي طبيعية"..ولكنها فى مرة من المرات ردت عليه وقالت: "وماذا عنك أنت؟؟ انت منافق تقول للمرضى بإستمرار تغيروا وتساعدهم على التحسن ولكن ماذا عنك أنت.. انت ممرض جيد ولكن أشعر بأنك لا تطيق العمل فى هذا المكان.. كل الذين يعرفونك يقولون بأنك شخص جيد تعتنى بأخيك المصاب بالتوحد ولكن أنا أعلم بأن عبئه ثقيل عليك لدرجة إنك تتمنى له الموت.

فى هذا المشهد أدركت كيف يمكن للانسان أن يصنع قناع ويخدع به نفسه قبل الناس..إنه ليس شخص سيئ فإنه يفعل كل المطلوب منه ولكن بداخل قلبه كره لهذه المطالب.. لايستطيع الإنسان نصح أحد بنصيحة وهو لا يقوم بها و إلا فلن يقوم بها الشخص الأخر..ستكون فى النهاية مجرد جملة تقال نتبادلها ولن تؤثر فى حياة أحد.

وأريد أن أعود إلى شخصية الممرض لألقي الضوء على مشكلة أخرى غير مشكلة النفاق و إرتداء القناع. فإنه كان جيد جداً فى إخفاء وكبت مشاعره وكانت تظهر عليه علامات الكبت: منها الصمت وعدم التحدث كثيراً ، وعلامات العبوس والحزن على الوجه ، التعامل مع الأخرين بجمود وببرودة.. ولكن كل هذا الكبت ليس إلا قنبلة موقوتة ستنفجر فى أى وقت من خلال أى طريقة يجدها أمامه الشخص قد تصل إلى إيذاء أقرب الأشخاص إليه.. من الجيد أن تجد شخص وتتحدث إليه عن مشاكلك وأيضا سيكون من الأفضل أن يكون ذلك الشخص يساعدك على حلها وليس مجرد مستمع لإنه قد يأتى وقت وأنت تستاء من التحدث وهو سيستاء من الإستماع. لا تقلق من الثقة فى الناس. على الأقل أختر شخص واحد أياً كان فأنت تحتاجه.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مارينا سعيد

تدوينات ذات صلة