لسيكولوجية وراء الدخول فى علاقات مؤذية , ماذا برغم أدراكنا للألم الواقع علينا فى هذة العلاقات نصر على التشبث بها؟؟
فى اليوم العالمى للعنف ضد المرأة و هو ٢٥ نوفمبر، يجب أن ندرك أن العنف ليس عنفاً جسدياً فقط لكنه نفسياً أيضاً، يبدأ بقبول الدخول فى علاقة مؤذية تحت مسمى الحب و ينتهى لنهايات مروعة و حزينة
العلاقات المؤذية ليست محصورة فقط على المرأة و لكنها فخ قد يقع فيه الرجل أيضاً. لذلك سأوضح بعض العلامات و أنماط الشخصيات اللتى لا يجب الدخول معهم فى أى نوع من العلاقات سواء صداقة أو حب و اللتى إذا وجدت نفسك فيها فيجب عليك إنهائها قبل أن تلحق بحياتك المزيد من الضرر و الدمار.
من أهم العلامات:
١-الرغبة الدائمة فى الأمتلاك و الغيرة الجنونية الغير مبررة : دائم التفتيش فى ممتلكاتك، لا يحترم خصوصيتك، يريد أن يمتلكك لنفسه و يزعجه فكرة أن لديك مجتمعك من الأصدقاء و العائلة، يسعى دائماً ليعزلك عنهم لتكون له فقط
٢-ليس لديك الحق للأعتراض أو تغيير الخطط
٣-لا يتحملوا فكرة انهم فد أخطئوا فى حققك و لا يكونون مسؤوليين عن أفعالهم و دائماً ما يلقون اللوم عليك و هذة صفة واضحة جداً لدى الشخص النرجسى الذى سأقوم بشرح نمط شخصيته
٤-من العلامات المهمة جداً لكونها شائعة هى: أنهم يستخدمون نقاط ضعفك و أخطائك ضدك عندما يشتد بينكم النقاش ليذبتوا أنهم على حق و ليشعروك بالإهانة و الصغر فيحطموا من ثقتك فى نفسك و يستطيعوا السيطرة عليك
٥-خوض النقاش معهم هو أقرب من المستحيل لأنك لا تستطيع الوصول لأرض وسط بينكم و الأمر دائماً ينتهى بفوزهم و كأنها ساحة معركة
٦- يهددون دائماً بترك العلاقة كوسيلة للتحكم و السيطرة على شريكهم
أما بالنسبة لأنماط الشخصيات السامة و الغير سوية:
١- النرجسى: الشخص النرجسى لا يرى أحداً سواه، مشاعره و رغباته و احتياجاته تأتى دائماً فى المقدمة ولا يرى شريكه فى العلاقة، يقدس نفسه فلا يستطيع أن يرى نفسه مخطئ و إن قام شريكه بالتوضيح له عكس ذلك سيقلب الطاولة عليه و يشككه فى نفسه لينتهى بيه الأمر لما هو أقرب للجنون
٢- علاقة العمى: و هى علاقة مستنذفة جداً ، فيها طرف لا يرى الآخر أبداً بل لديه مشاعر قديمة مخزونة يقوم بأسقاطها على شريكه الجديد، يعامله و يراه كما كان يعامل الشريك السابق و هى نتيجة لجرح لم يلتأم و سيناريو و صراع لم يحل داخل هذا الشخص الأعمى، تبدأ هذة العلاقة بمشاعر جياشة قبل أوانها و تتقدم بسرعة غير منطقية
٣- الشخص الأعتمادى
٤- العلاقة مع السيكوباثى: و هى من أسوأ التجارب اللتى قد يقع فيها الأنسان و أكثرها إيذاءً، يقضى سنين بعد هذة العلاقة حتى يتستطيع التعافى منها ،هذا الشخص فى البداية يكون جذاباً جداً و يحاول بكل الطرق و الألاعيب الإيقاع بفريسته، الكثير من الكلام المعسول و المواقف الإطرائية الخادعة يتلون بلون العاشق الولهان و لكن مع الوقت يظهر أنه شخص فاقد للمشاعر الأنسانية لا يستطيع الشعور بغيره و التعاطف معهم و هو ما يسمى بالapathy، يستغل شريكه بكل الصور و يستنذفه و يقلب الطاولة عليه أيضاً ليشعره دائماً أنه المخطأ فى حقه و هو من يجب عليه الأعتذار ،يتلاعب بالمواقف و دائم الكذب و يحاول بكل الطرق لأبقائه فى العلاقة.
يأتى السؤال الأهم و هو لماذا برغم أدراكنا للألم الواقع علينا فى هذة العلاقات نصر على التشبث بها؟؟
لأن نوع الحب الذى بنتوجه إليه لا إرادياً فى حياتنا بكون غالباً أنعكاس لنوع الحب الذى عرفناه فى صغرنا من أهلنا و عائلتنا.
فعندما نفهم من طفولتنا أننا لا نستحق الحب و لا نستحق أن نكون سعداء فغالباً ما سنبحث عن من يؤكد لنا هذة الأعتقادات
أيضاً فى علم النفس هناك ما يدعى "بالتكرار القهرى" "Repetition Compulsion” و هو ميل بعض الناس لتكرار تجارب مؤلمة و مؤذية تعرضوا لها فى حياتهم قد تكون من الأهل أو علاقة عاطفية سابقة، يقوم فيها الشخص بتهيئة نفس الظروف و اختيار أشخاص بنفس مواصفات الأشخاص المؤذيين سابقاً قد يكون بدافع تغيير النهاية ليجعلها نهاية سعيدة أو يكون بدافع شعوره بالسيطرة على الموقف و أنه قادر هذة المرة على اختيار الأحداث المؤلمة و أنها ليست مفروضة عليه كالسابق.
أو يكون بدافع الأنتقام مما ألمه مسبقاً
و السبب الأخير هو بأنه بدافع أحساسه بالذنب لما قد تعرض له فى السابق يريد أن يعاقب نفسه فيختار أن يعيش نفس الألم ممراراً و تكراراً
فى النهاية يجب علينا أن ندرك أن العلاقات هى من أهم أركان حياتنا و أكثرها تأثيراً علينا و أن واحد من أهم الأسباب لنكون سعداء و ناجحين هو اختيار أشخاص يحبوننا و يؤمنون بنا. يجب أن نؤمن أننا نستحق الأفضل و نستحق أن ننهى دائرة الألم اللتى تجعلنا عالقين بها و نبدأ بأختيار سعادتنا . كل شئ يبدأ و ينتهى بالأدراك
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات