في وقتٍ من الأوقات سنصل لليوم الذي علينا فيه اختيار مسار حياتنا فيه، فياترى أي مسارٍ سنسلك؟
أقف على باب الحياة بعد أن صعدت سلمًا طويلًا كي أصل إلى الطريق الذي يقبع فيه ذاك الباب.
كان الدرج موحشًا وعرًا مظلمًا،لا أرى فيه موطئ قدمي، و ظننت أن الخلاص سيكون في الوصول لوجهتي: "اليوم الذي أكبر فيه لأقرر مصيري بنفسي".
لقد كنت أسمع مَن حولي يدَّعون صعوبة الأمر، لكني لم أعِ ما يعنون إلا عندما وصلت.
حينما فتحت الباب وجدت أمامي أبوابًا أخرى كثيرة، و الضباب يكسوا كل شئ، و كل باب يحمل لافتة تقص أقاصيص و حكاوى كثيرة جدًا.
كانت عيناي متعلقتين بباب طب، و آهٍ من طب!
حيث تقف و على جبينك تُخط "ملاك الرحمة"؛ الذي ينزع شوكة الألم من جسد المريض أو نفسه، و قد يتحول ذاك الوجه الملائكي لشيطان إن أخففت في عملية جراحية!
نظرت إلى ذاك الباب بعين الحنين فقد كان حلمى يومًا ما، حيث رأيت نفسي جراحة قلب أى نسخة صغيرة من د.مجدى يعقوب، و مرة أخرى رأيت نفسي في د.رزان النجار و هي تسعف الجرحى في اراضي فلسطين، و مرة ثالثة في د.محمد طه، و هو يوعى أناسا عن أنفسهم التى غفلوا عنها بين سكرات الحياة.
أشحت بوجهي عن ذاك الباب فأنا أعرف أنه عمل لا قبل لي به.
التفت لبابٍ ثانٍ و ثالث و عاشر، حتى أدركت أمرًا مهمًا: إن انشغالي التام بالوصول لليوم الذي أحدد فيه طريق حياتي أنساني نفسي؛ أنساني ما أهوى، و ما لا أطيق ذكراه، أغفلني عن الحقيقة الصادقة البريئة داخل قلبي.
اكتشفت أن الضباب المحيط بجميع الأبواب كان بسبب أذنى التي تصغي لكل من حولها إلاي.
هي لم تسمع ما أحبه أنا، ما سأبذل فيه، ما يحب عقلي العمل فيه.
أيا نفسي، أفيقي من غفلتك قبل أن تلقي بي إلى تهلكة لا رجعة فيها.
اليوم أختار الباب الذي اسلكه؛ باب الذي يمكنني من الإنصات لصوت قلبي المشوه بأراء الغير.
الباب الذي أكون فيه صادقة مع نفسي، لا أوهمها بأقوال الغير ،بل أنصت إلى صوتها قبل فوات الأوان،
أسمعه قبل أن يصمت.
#Mariam_Amr_Bassioni
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات