من المهم التعايش مع فكرة أن السقوط لوهلة "ممكن" كي نصل لمرتبة التسامح، لكن اليقين بأن الله تعالى هو من يقدر هذا كله و الوثوق به، هو أسمى مراتب التسامح,

"أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم"


أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول و الذين ءامنوا معه متى نصر الله



"ألا إن نصر الله قريب!"

الصبر ثم الصبر ثم الصبر، كل شئ سيأتي في أوانه لأنه رزقك لن يقاسمك في أحد! هو لك أنت و حسب لكن خذ بالأسباب اسع، و ادع ربك فالدعاء يغير الأقدار!

القدر المكتوب منذ كنت في بطن أمك يتغير؟

نعم!

فرحمة الله واسعة و هو سبحانه و تعالى رحيم رؤوف بعباده، "يرزق من يشاء بغير حساب"


"عن أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدي الكاتب أحد كتاب رسول الله ﷺ قال: لقيني أبو بكر  فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله ما تقول؟! قلت: نكون عند رسول الله ﷺ يذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عند رسول الله ﷺ عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا، قال أبو بكر : فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله ﷺ، فقلت: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله ﷺ: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي العين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا. فقال رسول الله ﷺ: والذي نفسي بيده، لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، لكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات. رواه مسلم"

فحنظلة حينما سأل الرسول صلى الله عليه و سلم، قال له "ساعة و ساعة"، أي أنك لو كنت مثالي لصافحتك الملائكة، بينما في الواقع أنت بشر: "ابن آدم" الذي نزل إلى الأرض لأنه أخطأ! أيخطأ و هو في الجنة، بعد أن كرمه ربه و أدخله الجنة! و هذا ما علمنا ربنا إياه، التصالح مع فكرة أنك تخطئ و تصيب.

و قال صلى الله عليه و سلم :"خير الخطائين التوابين"

إذا كان كل شئ مثالي في هذه الحياة، فما الذي نتعلمه منها؟ إذا كنت تستقيم بعد أول خطأ، فأين المعافرة؟ أذا كنت تصل لمبتغاك من أول مرة، فما هو المغزى من وجودك و ما تسعى إليه؟

لماذا نذهب للمدرسة في صغرنا؟ كي نتعلم، كي نخطئ، كي نسأل، كي نتدرب، كي نشبع فضولنا!

و كذلك الحياة هي مدرسة، أنت طالب فيها تكتشف عنها كل يوم شئ جديد، و تكشف عن غموض أكثر، و تتعثر و تخطئ و تسقط و تصير حالتك النفسية سيئة...

ثم

ثم يأتي الفرج بعد محاولات مديدة،

ثم تصل لما تتمنى و تحلم به و تسعى إليه،

ثم تبكي فرحا لجبر اللله لك و تحقيقف حلمك الذي ظننته مستحيلا!

ثم تدخلوا الجنة!

#Mariam_Amr-Bassioni


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Mariam Amr Bassioni

تدوينات ذات صلة