هل الأرقام هي من تغيرك لتصبح شخصا أفضل ، أم أنت من تغير الأرقام ليصبح عامك أفضل ؟
لطالما لفت انتباهي الأشخاص الذين يكتبون على جدران صفحاتهم على الفيسبوك و الانستغرام و التويتر و غيرها ، عبارة "العمر مجرد أرقام" أو عبارة أخرى "2020 مجرد رقم، ان كنت تريد التغيير فابدأ بنفسك" ، لأكون صادقة، و أنا التي دائما خياراتي و قراراتي و وجهات نظري عكس التيار، برأيي أن للعمر ، و للسنة ، و لتغير الأرقام دور كبير في تغير الفرد ، و نفسيته ، و شخصيته ، و نظرته للحياة ، فبين عام يمضي و عام يحل نتغير كثيرا.
قبل عام من هذا اليوم ، لم أكن ما أنا عليه اليوم ، فلمن الفضل في ذلك ؟ أليس الفضل يعود الى الأيام التي مرت ؟ و ما الأيام الا أرقام تتغير،
قبل عام من هذا اليوم كنت جالسة في غرفتي ، منفردة بنفسي ، منعزلة عن العالم الخارجي ، وضعت كتبي و جلست في مكتبي أتصفح الدروس و أعد الأيام التي تفصلني عن أهم امتحان في حياتي ، مكتئبة لا أتخيل نفسي حتى جالسة على طاولة الامتحان ، حقا لم تكن لدي الشجاعة لأتخيل الأسئلة أمامي ، لنقل أني كنت خائفة بعض الشيء ...
مرت الأيام و الأشهر و تغيرت الأرقام و حضرت ذلك الموقف الذي كنت خائفة منه ، و الذي كانت تمر أشباحه بخيالي كل ليلة ، نفس الموقف الذي تخيلته ، لم يتغير شيء سوى شعوري ، و خوفي الذي قل حتى انعدم .
اجتزت امتحاني بكل أمان و راحة و سعادة ، بل نجحت فيه بامتياز ، و حققت بعض أهدافي ،هناك أدركت ، و تيقنت أن كل شيء تخاف منه ، أو من حصوله ، أو حتى من فقدانه ، أيا كان ، دعه فقط للأرقام ، هي من ستتكفل به.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات