تكوين المفكر

اليوم سنتحدث عن كتاب تكوين المفكر للكاتب عبد الكريم بكار

جميعنا يوميا ما نستعمل العديد من المصطلحات المتشابهة مثل المفكر المثقف الفيلسوف العالم و كثيرا ما نخلط بين تلك المصطلحات يمكن أن يكون خلطنا لتلك المصطلحات راجع لان عقولنا تتعامل مع الكميات و الارقام افضل من تعاملها مع الصفات او لان تلك المصطلحات متعلقة بالحضارة و الاصلاح او ان اصحابها يمارسوا دور نقضي للواقع و لهذا يكون من الصعب الفصل الدقيق بينها لانهم متشابهين بشكل ما و لهذا يجب ان نعرف من هو المفكر من تكوينة و صفاته و كيف يزداد معرفة و ايضا امور لمن اراد امتلاك عقلية جيدة ان يحذر منها

بدايتا هل اذى كان الجميع يفكرون هل هذا يعني ان الجميع مفكرون و الاجابة هي لا لانها ليست دقيقة هذا صحيح ان جميع البشر يفكرون و لكنهم ليسوا مفكرين بالمعنى الدقيق للكلمة هناك فرق بين شخص يقضي اغلب وقته في التفكير في حل المشكلات اليومية التي يواجهها في الحياة و العمل و بين من يحاول توفير اسس لقراءة الماضي و يحاول توفير قواعد لفهم الحاضر و اكتشاف العلاقات بين القوى المؤثرة بة المفكر هو من يصنع المفاهيم و يبلور الرؤى و يستخلص العبر و يكتشف السنن و يصلح الواقع و يشخص الازمات التي يعاني منها الناس امر معقد اليس كذلك

و لكن قبل أن نبدا يجب ان نحيط سيداتكم علما ان هذة التدوينة تعبر عن وجهة نظر المؤلف و ليست بالضرورة ان تعكس توجهنا الشخصي

اذا المفكر له عدة صفات منها

1- حب المعرفة و الاحتفال بالجديد

و هذه من اهم صفات المفكر لانه ما ينمي عقلة و يساعدة على صياغة الرؤى و المفاهيم الكلية و يساعدة على اكتشاف الوجود الذي يحيا به و هذا يعني حب البحث و التفاني بة و هذا يعني الا ان

التعليم السيء في وطننا العربي بمناهجة المختزلة و اختباراتة العقيمة يقتل بنا تلك الصفات

2- التفرد و الاختلاف

ان لا يكون نسخة من غيرة او مقلد و الاوُلىِ ان لا يكون سارق للمعرفة و ينسبها لنفسه

3- الشعور بالمسؤولية

مسؤولية تاثيرة في مئات الالف من الاشخاص المتابعين لة و المعجبين بافكارة و الذين قد يغيروا من قناعاتهم و اتجاهاتهم بناءا على ارائة كل هذا يجب ان يضعة في الحسبان قبل نشره لارائة و لهذا يجب ان يكون حذر لكي لا ينشر سنن سيئة او نشر افكار خاطئة او مضلة

4- الاستقلالية

وهذة تكون من خلال بذل جهد متواصل لبناء عقلية متحررة من العديد من القيود و لعل اهم القيود تلك تتمثل في

أ- المحيط

و هو المكان الذي يحيا به و الذي به عادات و مفاهيم و مسلمات قد يكون لها تاثير على احكامة و افكاره

ب- الانتماء

لقبيلة او حزب او جماعة او جهه او مؤسسة

نعم للانتماء اهمية كبيرة لكي يستطيع المفكر الوقوف على ارضية صلبة و يكون له اطار مرجعي يحتكم لة ولكن عندما يحول الانتماء الشخص الى بوق نظامي او اداة في يد جماعة هنا تصبح المشكلة

ج- الذاكرة

و التي من الممكن ان يقع المفكر اسفل سطوتها و يكتفي بما يمتلكة من افكار و هذا ليس صحيح لان المفكر بحاجة للتوازن يجب ان يكون لة مصادر يعود لها و رؤية لنقد الماضي و المعلومات التي يملكها

اذا ماهو التفكير

التفكير هو تحريك للهموم و المواجع الانسان كائن ناطق و عندما لا نجد من نتحدث معة فاننا نتحدث مع انفسنا المحادثة مع النفس تلك هي ما يسمى بالتفكير و لكن هذا ايضا معنى عام لكننا نعني التفكير الهادف لحل مشكلة او الوصول لشيء مجهول او اكتشاف علاقة غير ظاهرة و لكي يتضح لنا معنى التفكير يجب ان ندرك تلك المفهيم

1- التفكير هو الانتقال من حال لحال

الانتقال من الجهل الى العلم المبني على معلومات و خبرات الانتقال من الماضي الضيق الى المستقبل الواسع و الاستعداد لة عن طريق امكانيتنا الذهنية و ما نملكة من معلومات و افكار و معطيات و ملاحظات

2- استقصاء الخبرة

عن طريق تقليب نتائج الخبرة من اجل اتخاذ قرار او حل مشكلة او اصدار حكم

3- بناء للنماذج

و هذا لان عقولنا تكرة الفوضى و الغموض و دائما ما تجد صعوبة في التعامل مع الامور المفتوحة و غير المحددة و لهذا بناء النماذج شيء عظيم لانة يجلع من السهل فهم العالم و تسهيل عملية التربية والتعليم النماذج التي نقوم ببنائها في عقولنا لشخص او حالة هي عبارة عن صورة عقلية نرى الواقع من خلالها و الذي هو اشبة بخريطة و لنقل اننا نريد عمل نموذج لشخص كذاب ماذا قد تكون ملامح هذا الشخص

أ- شخص يتكلم كثيرا دون الشعور بالمسؤولية او التاكد من الكلام الذي يقولة

ب- يتكلم عن اشياء غريبة و يميل للمبالغة

ج- ينظر الى نفسه على انة شخص ذكي و يستطيع اثارة اعجاب الاخرين

د- من السهل علية وضع ما يبرهن على صحة كلامة بسبب استسهالة للكذب

هذا هو نموذج الشخص الكاذب اذا هنا يحين دورك حاول بناء نماذج للشخص المجتهد او الاب الناجح وهكذا و قم بتدريب نفسك من خلال تلك الطريقة

4- طرح الأسئلة

و هذة من اهم الاشياء في التفكير و من صميم عمل المفكر طرح الأسئلة يفتح طرق جديدة للتبصر و الفهم لانه يجعلنا نعيد التفكير في

بعض المنطلقات و المسلمات و انا عن تجربة شخصية احل الكثير من مشكلات و عقبات تواجهني عن طريق تحويلها لاسئلة و ابحث لها عن اجابة مثل ما كان علي عزت بيغوفيتش يقول لن يجد الاجابات الا من يؤرقة التسائل

5- تخطي الحلول القائمة

التفكير يهدف لامرين

أ- وضع الحلول من البداية

و لنقول ان هناك مشكلة حينها يكون هدفنا من التفكير هو ايجاد حلول لم تكن مطروحة

ب- ايجاد حلول لم تكن مطروحة من الاساس

و هي ايجاد بديل لحلول موجودة و لكنها اصبحت قديمة

و لكن القدرة على تخطي الحلول الموجودة بالفعل و التي توصل غيرنا لها ضعيفة و احد اسباب ضعف تلك المقدرة هو قلة البرامج البحثية و ضعفها و بالتالي عقولنا محرومة من العمل في اطور تساعدها القدرة على تخطي الحلول المطروحة لها اكثر من مثال منها ان الولايات المتحدة انفقت ملايين الدولارات على تطوير قلم جاف من اجل رواد الفضاء هذا القلم يكتب في حالة انعدام الجاذبية لان القلم العادي لا يعمل في الفضاء في حين ان الروس استخدموا قلم رصاص بدلا عن انفاق تلك الاموال

اذا كيف يستطيع المفكر زيادة معرفته

العقل الة عظيمة و من اسرار اللة في خلقة و رغم هذا فانة يحتاج للعلم و المعرفة و الخبرة لكي يعمل و يحتاج لمعلومات و معارف من اجل ان يقوم بعملة و يكون هذا العمل ذي قيمة و معنى و هنا يجب ان اقول لك بعض النقاط لتساعد المفكر على اهمية المعلومات و زيادة معارفة

1- التخصص و التركيز

التخصص في مجال ما امر جيد و لكن التركيز على علم ما و معرفة دقائقة و الاقتصار عليه فقط يكون متخصص و شخص مرجعي و لكنة لا يخلق مفكر المفكر يحتاج إلى شيئان يركز في علم معين و يقضي به الكثير من الوقت و يخرج منه بنتائج كبيرة و بنفس الوقت يكون له قراءات في مجالات اخرى و هذا كي لا يصاب بالتعصب او ضيق الافق

2- الاستمرارية

التغذية المستمرة بالمعلومات و المعارف الجيدة و المتجددة لان العقل بدون معرفة جديدة لن يستطيع التفكير في امور حديثة لان المعرفة التي يملكها قديمة و بالتالي تكون احكامة غير دقيقة و احيانا خاطئة تخيل شخص اتى للتقدم لابنتك و انت قد وافقت لانهم كانوا جيران لك منذ 15 عام و كان هو في ذلك الوقت في المرحلة الابتدائية هل تصرفك هذا صحيح بالطبع لا و كذلك العقل بدون معرفة لا يكون لة قيمة و الخبرة القديمة لا يوجد اي ضامن لاستمراريتها ولا ضامن لصحة موافقتها للواقع الحالي و لهذا يجب ان نجدد منها و نضيف لها اشياء جديدة باستمرار

3- العمل في البحث العلمي

و في استخدام البيانات و معالجتها لان هذا سيعطيك ارض صلبة لتبني فوقها و ادوات صحيحه لتستخدمها و لكن نظرا للانتشار الهائل للمعلومات يحتاج المفكر للتاكد من سلامة المعلومات اولا عن طريق

أ- اخذ المعلومات من مصدرها الاساسي كلما امكن

ب- تلقي المعلومة من المتخصصين المشهود لهم بالجدارة و الخبرة

ج- الاهتمام بالسياق التي تساق به الاخبار و المعلومات و هذا لان الافكار و المعلومات و الاخبار و المصطلحات و التعريفات التي تعبر عن حقائق و مدركات و لكن البشر هم من يصبغوها و يخرجوها و بالتالي وجود مساحة شخصية ذاتيه لان هؤلاء البشر لهم رؤية مختلفة و كذلك عواطفهم و اهوائهم و المساحة التي يواثروا بها و من تطبيقات شيء كهذا اننا لن نستطيع التحرر بشكل كامل من العواطف على احكام العقل و لكن كلما ذادت الحصيلة العلمية للمفكر سيصبح قادرا على ممارسة نوع من الرقابة على عواطفة و يستطيع الفصل بينها و بين ارائة بشكل افضل

4- القاء باهل العلم و التجربة و الخبرة

الانسان هو صانع المعرفة و يمتلك الكثير من اسرارها و خبيها و بالتالي القاء باهل العلم و التجربة و الخبرة يشكل مورد هام لاكتساب المزيد من المعارف و الخبرات التي قد لا يجدها في الكتب و ايضا يمكن للعالم ان يمتلك تعليقات حول بعض الافكار و الموقف او ملاحظات عملية دقيقة و تجارب و خبرات شخصية و لكنة يرى انه ليس من المناسب نشرها و هناك علماء يفضلون نقل العلم عن طريق النقل المباشر و ليس التاليف و بالتالي زيارتهم و محوراتهم و الاحتكاك بهم لة فائدة كبيرة

5- فهم تاريخ الافكار و القضايا

عندما تبحث عن فكرة او قضية دون فهم لتاريخها ستكون مثل من يدخل غرفة مظلمة للمره الاولى سيصتدم بالاشياء و لن يخرج بمعلومات صحيحه و لهذا يجب اولا ان تعي تاريخ الفكرة التي تهتم بها اولا لتفهم الجذور و ظروف الناشئة و الدواعي و لكن مهما كانت منهجية التفكير واضحة و مهما كانت قدرات المفكر الذهنية عالية سيظل مهدد بالانحراف و هذا يرجع لاسباب منها عدم التمتع باليقظة الفكرية او عدم الجرد من الاهواء و التفكير بانصاف

و لننهي تلك التدوينة بامور مهمة

اذى اراد المفكر امتلاك عقلية جيدة يجب علية ان ينتبه لبعض الامور منها

1- الجزم حيث ينبغي التوقف

فطرة الانسان هي كرهية الغموض و يشعر بالضيق عندما يواجه شيء لا يستطيع ايجاد لة حل او اتخاذ قرار ينهي هذا الامر فيحاول قدر الامكان جمع المعلومات لكي يستطيع الحكم او الجزم بشيء

و هذا بالنسبة للانسان افضل من التوقف و افضل من عدم اتخاذ القرار او قول لا اعرف لذلك يجب ان ننتبة لمخاطر الاخبار و الركض خلف التخمينات و الظنون و طوتين النفس على التوقف في موطن عندما تكون المعلومات غير كافية او يكون الشخص غير قادر على الجزم

2- المجاملة على حساب الحقيقة

احترام الحقيقة و الحرص على الوقوف عند حدودها من سمات الشخص الصادق و الواعي و هذا ركن رئيس في منهج المفكر و الباحث و لكن كثيرا ما يحدث ان نكون نعلم الحقيقة و رغم هذا لا ننطق بها اما رغبة لمجاملة شخص او فرقة او خوفا منهم و لكن اذى كنت في ظروف حرجة ولا يمكنك النطق بالحق ببساطة لا تقل الباطل لانة لا ينسب لساكت قول

3- تحجيم الخيارات

وهذا ناتج من طريقة تفكير الابيض و الاسود اما معي او اما ضدي معنا او معهم اما ان تجاريني او تكون عاق و هذا يخلق مشاكل للشخص نفسة و يأذم علاقتة مع الاخرين ولكن في الحقيقة هناك درجات بين الابيض و الاسود يمكن ان يكون استخدامها صحيح

4- سطوة الانتشار

ان اردت ان تسوق لشيء ما قل عنة انه الاكثر انتشار و مبيع تلك الطريقة اصبحت علامة على الردار فان دخلت المكتبة عليك تجنب الكتب التي كتب عليها الاكثر مبيعا و هذا ليس فقط للكتب و انما في الافكار و المعلومات ايضا لان الاشياء السطحية و الغير دقيقة هي التي تنتشر بشكل اكبر لان الناس لا تهتم بالوصول للحقائق انهم يهتموا بما يدغدغ مشاعرهم

5- ثقافة التحيز

التحيز يعني امتلاك الانسان مجموعة من المفاهيم و القيم التي تدفعة لاصدار الاحكم و الانسجام معها او النفور منها بعيدا عن الواقع و التجربة فيتحيز من يوافق جماعتة و يؤيدها فيما تفعل بغض النظر عن الحيثيات الجديدة او يتعصب تجاه جماعة ما اخرى و ينحاز لما عكسها مثل مباريات كرة القدم تجد ان هناك اشخاص يشجعون فريق و يمقطون الفرق الاخرى و هذا لان الشخص ينظر من منظور ضيق و قديم لا يرى التفضيل الكلية و من اسباب التحيز النظرة الجامدة للنفس و الاخرين و تنميط الناس و تكوين انطباعات جامدة عنهم لان التنميط يريح العقل من التفكير و مثال للتنميط غير مثال الكرة مثل ان الشعب الكذا كسول او ان الاطباء اذكى البشر و غيرها الكثير من التصنيفات الغير موضوعية التنميط يقوم على التعميم الظالم المبني على الاوهام و الظنون و المجازفات و هذا يمكننا ملاحظتة و التقليل منه و التحيز ايضا يمكننا التقليل منه عن طريق

أ- الانفتاح و التعرف على واجهات النظر المختلفة

ب- المقارنة التفضيلية بين فكرتك و الفكرة التي تعاديها لكي تتعرف على مميزات و عيوب كل فكرة منهم

و في النهاية يجب ان نقول ان كون الشخص مفكر هذا ليس بالامر السهل ولكنة يتطلب معارف كثيرة و في نفس الوقت يصبح على الشخص مسؤولية كبيرة لان فكرة واحدة قادرة على تغيير وجهت نظر ملايين

و في النهاية سيجدون في ملف مدونتي

طرق للتواصل معي ان احببتم المناقشة

الى لقاء قريب