هندسة الكتابة وكيفية بناء عمل أبداعي مكتوب بطريقة مدروسة
ديباجة:
الكتابة ليست مجرد هواية حالمة ولكنها أقرب ما تكون اللي فرع من الرياضيات وهي الهندسة ولاتينياً الهندسة هي مكونة من شطرين (مقياس الأرض) Géo-métrie ويقال أيضاً أن أصل الهندسة عربي وهو علم الحيل النافعة...لذا فأذا أخذنا الأسقاط اللي ما هو أعمق فمن اللممكن أن نصف الكتابة بأنها حيلة نافعة وبناء بمواصفات معينة ومقاييس محددة.........
وهنا تجدر الأشارة أن الكتابة هي فن البناء ..لما تحتويه من تراكيب وكأنها مشروع هندسي عملاق.........
لنوضح الأمر بهدوء من خلال ذلك المنظور......................فأذا أفترضنا أن الكتابة بناء سنجد الأتي:
الرسم الأنشائي\المخطط هو الفكرة الاساسية أو السمة للعمل المكتوب
البنية تحتية هي السرد
العواميد التي يقوم عليها المبنى هو الحوار
التصميم المعماري للمداخل والمخارج والمساقط هو (الحبكة والعقدة) ...
الواجهة هي (النهاية والقرار).....
نعم,عندما تقرر الكتابة وتريد أن تكمل مشروع أبداعي من الكتابة الأبداعية لابد أن يكون لك هوية والهوية هنا هو مشروع والمشروع هنا بناء هندسي قائم على قواعد صارمة.....
الكتابة أبداع ,وحي, ألهام ,موهبة وشغف مع كثير من التصميم والارادة على النجاح فالكتابة مهمة شديدة التعقيد و شديدة الخطورة تتضمن بناء نص من فكرة ثم صياغة شخصيات بخلفيات ....أختلاق صراع ما بين الشخصيات......ترجمة المشاعر بكلمات ....وضع مساخات من الخيال للقاريء .....
نعم مهمة شديدة التعقيد والكاتب هو شخص ناضج لدرجة أن يحول أفكاره اللي نص......ويجد داخل النص الخيال الكافي لأجتذاب قاريء......أختلاق أحداث وعقد ....منطقية الأحداث داخل السياق وترتيبها وتسلسلها يعني الحبكة وحينها لابد للكاتب أيجاد حلول للعقد وهنا تأتي مرحلة الذروة أي أحتدام الصراع داخل أركان الرواية ...حينها سيختار الكاتب كيف ومتى يٌنهي العمل..أو بشكل أوضح ينهي الصراع ويحدد مصير الشخصيات داخل أروقة مشروعه الأبداعي.
مهنة متعبة حتى لو بدوام جزئي ....
فالكلمة أمانة والفكرة قد تسري في عقل القاريء وتدفعه اللي فعل متهور....
نعم ..الكلمات قد تشكل خيال ومرجعية وتوجه ....فالخيال بين ضفتي الكتاب أكثر من المسلسلات والأفلام.....
شرح تفصيلي لبداية الكتابة الابداعية:
ومن تلك النقطة نبدأ كيف نكتب عمل أبداعي قبل الكتابة لابد أن تمضي في التدريب وشحن قلمك وخيالك عن طريق الكتابة الحرة ................
أكتب في أي موضوع ....دون مقالة ....خط مدونة ....وأجعل هناك محفزات مثل قطعة موسيقية تسمعها أو لوحة فنية تراها أو مشهد حي تصفه.....
كم تمضي في الكتابة الحرة؟!..................................الوقت أنت من ستحدده ولكن عندما تشعر أنك صرت أكثر جرأة فهذا هو الوقت المناسب للأنتقال من الكتابة الحرة اللي الكتابة الأبداعية ولكن ليس بعد فهناك ما يتوجب عليك فعله قبل الشروع في ذلك
وهو القراءة ثم القراءة فهي بوابة الدخول اللي عالم الكتابة الأبداعية .....
أختبار الكتابة الأبداعية بداية من المذكرات وياليوميات والخواطر ......
أنت الأن أستعداد أن تبدأ مشروع تجريبي لذلك عليك بالأتي:
عملية تكوين الخيال من خلال الوحي والوحي هو نتاج تجارب مصورة ,أفلام مسلسلات,كتب مراجع,وثائقيات...موسيقى ..لوحات ....تجارب شخصية.......
كثيراً نقارع كلمات عن الألهام والوحي .....ولكن للحق وعن تجربة شخصية الوحي هو أطار للتفكير ولكن الصياغة الوحي هي من تصنع كاتب أو لا .....
قد تريد أن تكون كاتب ولكن العبرة هنا هي تحويل الوحي اللي فكرة والفكرة اللي ملخص ....
أذا أستطعت أن تدون ملخص عام لفكرتك فأنت يا صديقي بصدد أن تصبح كاتب أبداعي ....لن يفرق ماذا ستكتب .....
الأهمية هنا في أنك أستطعت أن تكون البنية الاساسية لعمل فني مكتوب.....
أنت هنا تقف على أناملك وعلى وشك الدخول من الباب الكبير ....
لكن أمامك ردهة طويلة وومرات أطول من سورالصين العظيم.....
تأتي مرحلة البحث الدقيق وهي من أهم المراحل فأنت في مرحلة الأختلاق وصنع مخطط هندسي للأحداث والأعداد الفعلي لمشروع أبداعي
......عندما تقتنع أنك لديك دراية كافية ومعلومات عن الموضوع الذي أخترته وصنعه له ملخص لا يتعدى الصفحة فأنت من هنا ستبدأ............
في أي قالب ستكتب؟!!!!
رواية - قصة -الأقصوصة-النوفيلا
كل نوع من الكتابة الأبداعية له تبعاته ....
الراوية:
تعطي لك مساحة للأسهاب والوصف والسرد وصناعة محتوى وجذور للشخصيات والنشاكل والعقدوالأماكن والمشاعر ولكن خطورة الرواية تكمن في السيطرة على الرواية فأنت أمام عمل أبداعي كامل بناية من عشرة طوابق لابد أن تدقق في كل أختيار فكل فصل يعتبر طابق لذلك الرواية ليست سهلة كما يظن البعض على خلفية أن الرواية لا تقل عن 40000 ألف كلمة وتعطي فرصة للكاتب في توضيح أفكاره لأنه ببساطة المتلقي لا ينتظر أفكار فقط بل ينتظر خيال ووصف ومشاعر تصفها الكلمات .....
عناصرها : قبل البناء: الملخص ....الفكرة الاساسية
البناء الروائي :
المقدمة( تقديم للشخصيات والأماكن والأحداث).
الوسط (صراع -تسلسل الأحداث وتعني الحبكة-عقد -نقطة الذروة).
النهاية (الحلول-الدوافع-القرار-المصير)
القصة القصيرة:
.....هي بناية ولكن من ثلاثة طوابق على الأكثر وعدد قليل من الوحدات السكنية .....هي سهم موجه لهدف محدد لابد أن تحتوي على عنصر التكثيف بوحدة مكانية وزمنية وعدد قليل من الأحداث والأشخاص والأزمنة.....أنت أمام معضلة كبيرة في القصة القصيرة .....أبداع في مساحة صغيرة جداً ...........لذلك لابد لك من خلق جو عام مناسب لأبراز فكرتك الأساسية في أقل وقت وبأقل عدد من الكلمات ......
في القصة القصيرة أنت لست أمام مخطط طويل له مسودة وخريطة بل أنت أمام نص مكثف له أطار وبداخله صراع وشخصيات وأخيراً وجهة نظر ...............
مثلاً .............أنت تريد أنت تكتب عن الحرية قد تتبنى وجهة نظر عصفور ليكون هو شريكك في لحظة شعورية تعبر من خلالها عن مفهومك للحرية وتتوحد مع العصفور في المصير وتخلق فانتازيا حول حوار يدور بينك وبين العصفور لينتهي بوجهة نظرك ووجهة نظر العصفور.......
نلاحظ في تلك الفكرة أولاً البساطة ...عدد محدود من الأحداث والشخصيات ...التكثيف في المشاعر والأفكار...........وجود فكرة عامة مكثفة يدور داخلها السياق مع وحدة مكانية وزمنية.....
الأقصوصة:
هي أقرب ما يكون اللي الخاطرة فهي تصف مشهد تأثرت به وخلف أنطباع ما تعبر عنه من خلال شرح حدث واحد من خلال شخص واحد وتصميم منك أن تقدم وجهة نظر وتحليل للحدث المذكور أو الحدث الجاري بطريقة مكثفة جداً .......
النوفيلا:
هي نوع جديد ظهر وأصبح له مريديه فهو ما بين القصة القصيرة والرواية ولكني أميل أن أقول أنه قصة طويلة ....لأن الرواية له خصائص مختلفة ..........
النوفيلا تحمل نفس سمات الرواية ولكن لنقل أن أذا كانت القصة القصيرة بناية مكونة من ثلاث طوابق في كل طابق وحدة سكنية فالنوفيلا أيضاً مكونة من ثلاثة طوابق ولكن بعدد أكبر من الوحدات السكنية وهنا تجدر الأشارة أنك أمام شخصيات أكثر أماكن أكثر أحداث أكثر وتكثيف أقل ....أنت أمام مساحة للسرد المقنن ...............
هناك تقنيات وصيغ وشروط للحصول على نص جيد مكتوب بأبداع سيتم أستعراضها مع توضيح الحبكات الفنيات ...................لكن في مقالة قادمة بعنوان هندسة الكتابة رقم 2
التعليقات