تجربة نفسية من خلال مسلسل درامي مصري يناقش من خلال قضايا أجتماعية العديد من المواضيع المهمة.
الحياة مليئة بالتناقضات ولكن النجاح في كبح جماح التناقضات بستوب ووتش. كريم غريب
طل علينا هذا العام مسلسل أجتماعي تحت عنوان خلي بالك من زيزي ناقش قضية فرط الحركة وتبعاتها وتأثيرها أذا تم أهمال المٌصاب بها ووضع سؤال مهم في الخلفية وهو من منا لا يحمل من التناقضات والقصور ما يصنع جبل فوق كاهله ؟ أعتقد جميعناً نعاني بلا أستثناء خاصة مع تسارع وتيرة عجلة الحياة وظهور مارد رقمي أصبح يحاوطنا كاخطبوط يضع حياتنا داخل شبكة طائرة من المعلومات والتواصل الرقمي.
عنوان المسلسل مُلفت وبداية المسلسل كانت تُنذر بمسلسل لابت كوميدي قائم على صراع زوجة طائشة وزوج مدرس جامعي بدرجة مُهندس وعلى الضفة الأخرى محامي أنيق مٌنظم ناجح وشقيقته التي تعاني من خلافات مع زوجها وصعوبة في تربية بنتها تيتو ....
تطل أيضاً قصة والد زيزي ووالدها وسلبية العلاقة الزوجية بينهم وخالتها كوكي وأبنتها صديقة زيزي.
نحن جميعاً أسرى في حرب شعواء باردة تدور داخل الضلوع ما بين شك ويقين وما بين التقاليد وما بين ما نريده وما يريده الأخرين, كريم غريب
حكايات أجتماعية لا نرى نقاط التماس بينهم في البداية ولكن مع تعقد الأمور بين زيزي وزوجها تبدأ حكاية جديدة و تظهر القصة الحقيقية وتنسج حبكة قوية وجريئة في تناولها لموضوعات أجتماعية بدراسة نفسية من خلال أطباء نفسيين معاصرين يمثلهم صبري فواز بتمثيل مٌبهر وحاذق وأسقاط أن المٌعالج النفسي يعاني مثلما المريض من خلل قد لا يستطيع أصلاحه.
تتواى المواقف والصراع بين زيزي زهشام عسل زوجها الذي أجاد في تجسيد دور الجامعي أبن الناس الذي يعاني من مجتمع وضع له أطار لكل شيء يكسره بنفسه عندما يتخلى عن قيوده يعزيمة وقوة.
زيزي ترى في تلك التجربة نقطة أنطلاق لعلاج الشقوق المُتراكمة في جدار حياتها ...تكتشف قدراتها وتحاول خلق حياة جديدة فتتعثر وتصطدم بالماضي ورويداً رويداً ترأب الصدع وترى حياتها في مشروع يشبهها وتتصالح مع ماضيها ومع والدتها ووالدها بشكل أو بأخر وتنمو بذور علاقة غير نمطية بين ضفرين بين متناقضين مُراد (والذي جسد شخصيته محمد ممدوح بحرفية وتألق وحيادية) المٌنظم والناجح والهاديء وما بين زيزي الهوجاء وسريعة الغضب.
تتحول الأمور وتنطلق نحو النهايات السعيدة وعلى الرغم من أنتقادنا كعرب لبعض نهايات الأفلام والمسلسلات ولكن أبتسموا جميعاً نحن كعرب نعشق النهايات السعيدة مهما كانت ونكره أن يموت البطل أو البطلة .
وقد جاءت النهايات طبيعية وسلسة ولازمتها بعض العقبات التي زالت بطريقة طبيعية وغير مختلقة.
تم الطلاق بين مراد وزيزي بأتفاق ضمني بينهم (ذى ما دخانا بالمعروف نخرج بالمعروف)...
البعض يرى الطلاق نهاية لمشاكل الزواج ولكن الحقيقة أن مشاكل أكثر تحدث فالأن حياتهم صارت مشاع بين العائلة والمحامين والمتشدقين!!! كريم غريب
المحامي مراد وجد أن قضية عمره طلعت فشوش فأرض المنصورة كانت عقدة ورثها ولم يحاول تغيير منظره الأ بعد دخول زيزي حياته وحينها وضع يده على مربط الفرس ووجد في زيزي ما أفتقده في باقي النساء وهو الصدق المباشر والمشاعر الهوجاء .
زيزي حققت حلم من طيات معاناة وهو سنتر للتعليم الأطفال الذين يعانون فرط الحركة بطريقة تعزز من مهاراتهم وتجعلهم أقوى وأكثر تشارك مع مجتمعهم المحيط,
شقيقة مراد تحققت من حبها لزوجها وهو الأخر تحقق أن من الصعب أن يكمل حياته في بيت العائلة .
نيللي بنت خالة زيزي تركت فوبيا السفر والتشكك في علاقتها بزوجها اللي ما وراء ظهرها وتأكدت أنها لا تزال تعشقه رغم صعوبة العيش في غربة عنه.
والد زيزي تخلى عن مرتبته القديمة ومعها تحول نحو شخص أكثر نضوجاً في التعامل مع عائلته...
تيتو وجدت ما تفرغ بداخله طاقتها المٌفرطة وتٌحيد تشتتها بتعزيز كامل لشخصية أصبحت ترى مرضها ميزة لابد أستخدامها بالطريقة المٌثلى.
هشام عسل رأى حياة أخرى خلف الأقنعة وتابوهات المجتمع وأنطلق في النهاية بدراجة نارية نحو كسر نمطيته والتخلص من قيود المٌجتمع .
الحكاية لطيفة جداً وتم صياغتها بروية وبدون أستعراض كانت نجمة الحكاية زيزي بملابسها الغير مٌتناسقة وشخصيتها الأندفاعية وقد قامت أمينة خليل بالدور بسلاسة لا تخلو من ألمعية في أضفاء حالة رائقة على الشخصية بكل تفاصيلها .
المخرج أجاد بأختيار طاقم العمل وموسيقى التتر كانت مناسبة والموسيقى التصويرية كانت جيدة ....
الكتابة أهم عناصر نجاح العمل فالنص يجعل كل شيء قابل للتحقيق .
نجاح المسلسل يعد نجاح لفكرة الأختلاف وتقبل الأخر وكذلك نظرية أننا جميعاً نعاني خلل وقصور تناقضات فلابد أن نتصالح مع الأختلاف ولا نتمر أو نتعالى.
أهم درس هو مراقبة أطفالنا وتقييم علمي وعملي لهم صغاراً حتى لا نغفو ونجدهم مرتبكين أو يعانون في عالم ليس بالسهل.
مشهد النهاية جاء يكرس للنهاية السعيدة التي نعشقها مع أغنية لمسار أجبار تجسد حالة قريبة من التخبط الذي عاشه أبطال المسلسل .
زواج زيزي من مراد في مشهد عالي الجودة من حيث الكادرات الأخراجية والأضاءة وحوار العيون بين الحضور.
أذا وجدت نفسك في عراك مع نفسك فأنت في خضم مرحلة أيحاد الذات والنضوج وأهم شي الأ تتراجع مهما يكن. كريم غريب
التعليقات