في سنة 1983 طلّعت آبل كمبيوتر اسمه (ليزا) غالباً قليلين اللي بعرفو عنه اليوم، وهذا كان آخر أعمال ستيف جوبز قبل ما آبل يحكوله باي باي.
في سنة 1983 طلّعت آبل كمبيوتر اسمه (ليزا) غالباً قليلين اللي بعرفو عنه اليوم، وهذا كان آخر أعمال ستيف جوبز قبل ما آبل يحكوله باي باي. (للي ما بعرف ستيف جوبز انطرد من أبل بالزمنات)
وبعديها اشتغل كمدير تنفيذي لعظماء كتابة القصص والسيناريو بيكسار (Pixar)
وخلال سنوات عمله ببيكسار وبسبب احاطته بأشخاص كل تفكيرهم هو بالخيال والقصص والأفلام وكيف يعملوا حبكة من أبسط الأمور، قدر انه بالفعل يطور مهارة شفناها ب ستيف جوبز اللي معظمنا بيعرفه اليوم واللي هي (التسويق من خلال قصّة)
قبل ما أكمل بموضوع القصة وأهميتها بالبيع والتسويق خليني أحكي شوية أشياء.
علماء الانثربولوجي (دراسة الإنسان) والعلماء السلوكيين (الانسان كفرد)
استخلصوا أنه الإنسان عبر العصور وفي أي ثقافة ومن أي زمن كان يبحث عن شغلتين أساسيتين في كل شيء بيعمله:
1. البقاء
2. الازدهار
فلاحظوا انه البشرية جمعاء كانت دائمًا تسعى لهذول الشغلتين سوءا لما كانوا يعيشوا جنب أنهار لتوفر الماء أو بأماكن يكثر فيها الصيد أو النباتات
أو حتى لمحاولتهم لبقائهم ضمن جماعات وعشائر للحفاظ على أمانهم وبقائهم
أو حتى لارتباطهم بشريك أو شركاء ليضمنوا تحالفات تسهم في ازدهارهم وسيادتهم أو حتّى أي أعمال لها أساس في ايجادهم المعنى في حياتهم
والمفاجئة بالموضوع، إنه الإنسان اليوم في القرن 21 ما تغيير
تغييرت الطرق والأساليب ولكن لا يزال يبحث عن بقاء وازدهار في حياته.
وبسبب سهولة تشتت الإنسان وكثرة الضجيج حوليه، فأسهل شيء يعمله الدماغ هو نسيان كل ما هو غير مهم (والغير مهم هنا: أي شيء لا يساعد في بقائي أو ازدهاري)
يعني سهل جدًا تنسى أي شيء ما الهوش علاقة فيك
وبحسب مايكل مكارغ خبير العلوم (مثل ما بيتسمى في الميديا) أفضل طريقة لتبسيط الأفكار وجعلها ذو معنى وقيمة وعلاقة بالسامع وبدون حرق كتير سعرات حرارية بالتفكير هي (القصّة)
وبالفعل منشوف بمعظم الروايات والأفلام الناجحة
(سيبكم من game of thrones )
تسلسل واضح وناجح ومحبوب وسهل للدماغ
بيتحدد فيه
1.مين هو البطل
2. وشو الصراع اللي بمرق فيه
3. ومين المرشد اللي بساعده
4. وشو الخطة اللي بيعطيه إياها
5. وشو الفعل اللي لازم يعمله البطل لتحقيق الخطّة
6. وشو النتيجة اللي بحققها البطل سواء بتحقيق الهدف
7. أو بتجنب خسارة كبيرة.
من خلال هذا المنهج قدرت كثير قصص نفهمها ونحبها وتذكرها بدون جهد كبير.
نرجع ل ستيف جوبز وكمبيوتر ليزا اللي فشل مع انه كتب 9 صفحات بالتفصيل عن كل ميزاته والتقنيات العالية اللي استخدمت فيه... بس رجع من بيكسار قدر يوصل لكثيرين بس بمجرد انه فهم انه مش المنتج والشركة هي البطل، لكن العميل هو البطل.
قدر يفهم انه القصة هي قصة العميل، ودوره هو توجيهه كمرشد مش كبطل نحو تحقيق الهدف وتجاوز المصاعب.
واختصر بأول عرض لمنتجه الجديد لما رجع على آبل بشيء بسيط وسهل يتذكروه الناس لأنه بخصهم (Think Different)
هذا كان بصيب فعلا حاجة الناس للتميّز والازدهار، وبعروضه الثانية كان دائمًا يحكي ومركز الحوار هو العميل.
تخيّل لو توقفت الشركات عن إرسال رسائل تسويقية هم ابطالها ويحكولنا عن انجازاتهم وقديش منتجهم رهيب، وبالمقابل صاروا يحكوا معنا ومع مخاوفنا ومشاكلنا ويحكوا على لسانّا لما يقدموا الحل.
عشان هيك فكّر المرّة الجاي بس تكتب إيميل أو تصمم موقع أو أي نوع من الرسائل التسويقية بالمراحل السبعة الموجودين فوق، كيف ممكن رسالتي تساهم في قصة البطل اللي هو العميل عشان تحقق أهم شغلتين ب حياته:
البقاء والازدهار. بكل وضوح وبساطة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات