لا يكاد يخلو موضوع توعوي عن الايجابية واهميتها وكيفية تطبيقها
وهي بالفعل مهمة لكن الاستخدام الخاطئ لها قد يعطي مفعول عكسي
على سبيل المثال قد نجد العديد من الناس وهم في اقصى ازماتهم النفسية يرددون عبارات ايجابية يخبرون بها انفسهم انهم بخير و لاداعي للغضب او الحزن و يستخدمون الايجابية كغطاء يخفون تحته حقيقة وجود افكار سلبية تستدعي الخروج على السطح ومواجهتها
الذي يغفل عنه هؤلاء الناس انه ليست كل المشاعر السلبية يجب دفنها والتغاضي عنها فالعديد من التراكمات الدفينة لا يتم التخلص منها الا بمواجهتها والتعامل معها بشكل مباشر وقد تكون العبارات الايجابية التي يرددونها ، وغض النظر عن الجانب السلبي مشكلة اكثر من كونها حل
لانك حين تخبر نفسك ان الامور تحت السيطرة وان كل شي بخير ولا يوجد هناك مايدعو للالتفات للافكار السلبية ستكبح جماح المشاعر التي تريد التعبير عن نفسها حتى لو كانت سلبية والنقطة الاهم ان هذه المشاعر ستعاود الخروج على شكل صداع نصفي او ارق او غضب على اتفه الاسباب او حزن مفاجىء او ابكاء بدون سبب
وهذه معادلة في غاية الاهمية ويغفل عنها عدد كبير من الناس : إن المشاعر التي لا يتم التعامل معها ومواجهتها لا تذهب الى اي مكان بل تعاود الخروج مرة اخرى لتذكرك بوجودها وضرورة مواجهتها
لا يؤذي الانسان اكثر من كبت المشاعر السلبية طويلاً
واخيرا، الايجابية ليست عبارات ترددها من اجل اسكات الشعور الحقيقي بالمعاناة فقد تكون هذه العبارات فخاً يوقعك في شباك الاوهام
بل هي رؤية تفاؤلية غير منفصلة عن الواقع تساعدك على فهم اوضح واكثر عقلانية للظروف التي تعيشها
لأن غض الطرف عن الجوانب المشرقة في قصتك هو قصر نظر في قياس امور
لذلك عليك ان تعقلن نظرتك للظروف الحالية التي تمر بها بحيث لا تغلب النظرة السوداوية ولا الإيجابية إحداها الاخرى.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات