قاتلَ الله تقليدنا، ولعنَ للغرب إقرارنا، وقطع عن الجهل وصلنا ..


لابدّ من التحرّر ..


تحرّر الشعوب من فكر التقليد ، وطمع التبديد ، والإقرار بالتأييد.


تحرّر الحكومات من الاعتقاد بإنّ الشعب هو الحلقة الأضعف ، والنظر بتمعّن في إعطاء كل ذي حقٍ حقه.


تحرّر بعض علماء الدين من التمذهب والتعصب لمسائل ممكن أن يُجتهد بها ، وفي آنٍ واحد تحرّرهم من الاجتهاد والرأي عند وجود النصوص.


تحرّر أصحاب الأموال وخاصةً ( بعض التجار ) من حبّ الدنيا ، وكنز الدراهم والدنانير والذهب والفضة ، تحرّرهم من فكرة :(سنعيش ألف سنة) فإنه كما قيل :

ربما المستقبل الذي تبني لأجله ، لا تكون فيه ..

نعم ، من يضمن أن يعيش ساعات ، فضلاً على أن يُعمّر سنوات ؟


تحرّر الشباب من تفاهات المراهقة ، وطول الأمل لهذه الدنيا الزائلة ، وهدر الأوقات هنا وهناك ، وإنما يكون الالتفات إلى ماهو آت ، بإسقاط الضوء على طلب العلم والعمل به وتعيلمه ونشره ، فيا لحاجة أمتنا إليه ..


تحرّر الفتيات من قِصر العقل ، وحبّ المال، وعشق التقليد الأعمى ، وجهل التبّرج ، وجنون عمر العطاء

الذي يُسمونه ( المراهقة ) فيا لكرم عطاء هذه المرحلة من العمر ، لو لاقت شابّات وشبّان يحبون النفع والإنتفاع ، والعلم والتعلم ،والاستفادة من الأوقات .


هكذا نهضت قبلنا الأمم ، وهكذا فلننهض ..


أكتبُ هذه الكلمات ، وأنا في هذا العمر ،

فعن نفسي سأتكلم : قد صنّفت في هذا المرحلة الجميلة من العمر بحمد الله أربعة كتب ، ودعوت إلى الله ماقدّرني الله عليه، وقرأت بفضل الله من الكتب ما قرأت ، وعلّقت عليها ودوّنت ، واقتنصت منها خبايا الزواية ، أسأل الله أن يجعل طلبنا للعلم خالصاً لوجهه الكريم .


ولم أورد ماسبق من باب العجب ، أعوذ بالله من تلك الصفة القبيحة ، التي تذهب بأجور الأعمال بعد تماهها، إنما ذكرتها من باب التشجيع على ذلك ، والحث عليه ، ورفع الهمم التي فترت في ذروة قوتها وعطاءها.

والله أعلم بنيتي بما قصدت.

فلنستفيق من الحلم الذي نحن فيه ، ولننظر إلى الدنيا بعين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما قال :

(مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَها).


وقال عن التقليد : ( من تشبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم ).

وقال: (لتتَّبعنَّ سَننَ من كانَ قبلَكم حذو القُذَّةِ بالقُذَّةِ حتَّى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ لدخلتُموه. قالوا: اليَهودُ والنَّصارى؟ قالَ: فمَن).


والحمدلله.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عبد العزيز جنيد

تدوينات ذات صلة