إذا كنت من مُحبي الطعام، وفيديوهات الطعام، فلا شكّ أنك شاهدت شباباً عرباً وأجانب يستعرضون بطولاتهم الخارقة في تناول كل ما في قائمة المطعم.
يقومون في التحدي بتناول ما يفوق ٤٠٠٠ سعرة حرارية في وجبة واحدة، وقد تصل إلى ٣٣٠٠٠ سعرة حرارية (أي ١٦ ضعف ما يحتاجه الرجل البالغ في يوم واحد)
لا يجب على البشر تناول هذا القدر من الطعام في جلسة واحدة، وإذا كنت تعتقد أنه سيكون له آثار ضارة على الجهاز الهضمي وعلى الجسم كله، فأنت مُحق.
أي نوع من الأضرار قد تحدث؟
في دراسة شملت ٦ من الرجال الأصحاء، تم إخضاعهم لنظام غذائي يتحتوي ٦٠٠٠ سعرة حرارية يومياً، ومراقبتهم عن قرب في المستشفى لمدة أسبوع. فماذا حدث؟
ليس غريباً أن تزيد أوزانهم ٤ كيلوجرامات خلال أسبوع، لكن الرجال الستة وصلوا لحالة من "مقاومة الأنسولين" خلال يومين فقط!
تعتبر مقاومة الأنسلوين مرحلة استقلابية تسبق إصابة الإنسان بالداء السكري؛ وتعني أن الجسم يُنتج كميات من هرمون الإنسولين، ولا يستطيع استخدامها بالشكل الأمثل.
تناول كميات مهولة من الطعام تعرض الجسم ل"ضغوطاتٍ تأكسدية" هائلة، ينتج عنها مُخلفات سامة وجذور حرة تعطل قدرة الخلايا على الاستجابة للانسولين (تُخرب المُخلفات مستقبلات GLUT4 فتفقد الخلية قدرتها على سحب السكر من الدم) وهكذا يصل المرء لمقاومة الأنسولين بمدة قصيرة جداً.
وهنالك دراسات أخرى تُرجح أن الوزن المُكتسب خلال فترات قصيرة (نتيجة تناول كميات ضخمة دفعة واحدة) لا يُمكن خسارته بنفس السرعة التي اكتُسب بها. إضافةً لآثار أُخرى كالغثيان والقيء المستمر، وخطورة الإصابة بحالات أخطر، كاعتلال المعدة Gastroparesis (الذي يحدث عندما لا تستطيع المعدة معالجة الطعام وتفريغ نفسها بشكل طبيعي)، والحاجة إلى استئصال المعدة، وهي إزالة جزء من المعدة أو كلها.
الخلاصة:
1- تحديات الطعام سلوك مُمرض وإيذاءٌ للنفس على المدى القصير والطويل.
2- لندعوا القائمين على هذه التحديات أن يوجهوا تحدياتهم - وما يُنفق عليها- لخدمة المُحتاجين الذين لا يخلو منهم مجتمع مهما كان غنياً.
3- الاعتدال في الطعام من أفضل العادات الصحية الوقائية، لاتتنازل عنه ما بدا لك التحدي مُغريا.
ودمتم بخير..
التعليقات