“رُبَّ معصية أورثت ذلاً و انكساراً خيرٌ من طاعة أورثت عزاً و استكباراً .”
قال الزَّبيدي: (الكِبْر: حالةٌ يتخصَّص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وأن يرى نفسَه أَكْبَر من غيره).
حيث يستعظم المُتكبر فضائل نفسه مهما عَظُمْت وقلتْ ويتغاضى بذلك عن عيوب نفسهِ الفطريّة وكأنهُ مُنَزَهٌ على العيب ؛فيستصغر الناس ويترفع عليهم بنظرة الدونيّة غير النِّد لهُ ،مُتناسيًّا العدالة الإلهيّة في توزيع الأرزاق، والمقياس الحقيقي للتفاضل بين البشر عندَ رَب السماء لا لون ولا شكل ولا مال ولا جاه ولا منصب وإنما "التقوى" فقط وما جاءَ بهِ الإنسانُ بقلبهِ من خيرٍ وصلاحٍ وعملٍ تُسَيُرهُ النيّة الطيبة ما عدا ذلك فهي فلسفة بشريّة سطحيّة وخرقاء.
فقال نبينا الكريم في خُطبة الوداع :" أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى..." .
نَشأة الكِبْر في النفس
إنّ النفس عامةً قد جُبِلَتْ على فِكرةٍ حاكتْ شُعورًا وترجمها عملٌ قائم .على هذا الترتيب دائمًا (فكرة،شعور،عمل) .
فالكِبْر هو تطبيق لفكرة خاطئة ومغلوطة وَلَّدَتْ عند الشخص شعور العَظمة والستكبار ليرى الناس أمامَهُ كالبعوض لا يستَون ، كأن يعتقد أن الغنيّ أفضل من الفقير ،أو الأبيض أجمل من الأسود ،أو تخصصه أَقْوَم من الآخرين ،أو المسلم أرفع من غير المسلم والحقيقة أن العاقِبة للخاتِمة ،وغيرها الكثير من الاعتِقادات الهادِمة التي تُبْنى على أساس أفكار سطحيّة خاطِئة ؛لذلك يُعَدّ الكِبْر غباء فكريّ.
ولعلّ أول ذنب ذُكِرَ في القرآن الكريم هو كِبْر إبليس وعدم سُجودِهِ لآدم كما أمرهُ الله تعالى .وحُجَتهُ كانت :(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) ؛ففكرة إبليس ومعادلته الخاطِئة بأن النار أفضل من الطين ؛وُلَّدت عنده شعور الاستكبار ليرفض العمل بأمر الله .فَللنار فوائدٌ ومَضار وللطين أيضًا !
حيثُ يُقابل المُتكبْر الذنب بالعِناد والجُحود والغرور بِغطرَسة كما إبليس ،بينما قابل سيدنا آدم الذنب بالتوبة واللجوء إلى الله لطلب المغفرة ؛لذلكَ قالوا :“رُبَّ مَعصِية أورثت ذلاً و انكساراً ،خيرٌ من طاعَة أورثت عزاً و استكباراً .” ،فلا ترى نفسك وتستكبر بخير أوطاعة قُمتَ بها .
حيث لا تقترن صفة التكبر غير بالله فهو المُتَكبّر عن كل سوء وذم وظلم بعباده وعظيمِهِ سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليقُ بهِ غيرَ عظمة سلطانهُ.《 هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ 》.
عِلاج النفس من الكِبْر
- إعادة صياغة المفاهيم والتأمل بالأفكار وغربَلتها ونسف الطالح والفاسد المُدرِء منها ،والذي يضع للناس مِعيارًا في فكرك ومهجتك الواهِنة .
- تكرار (الله أكبر ) واستشعار معناها في كُلّ عمل ونظرة وفرضية تسير على خُطاها بحياتك .
- تذكير نفسك دائمًا بنقطة النهاية والموت الحق وكُلّ من عليها فان ؛لتستشعر بضعفك البشريّ دون الله ومناجاته سبحانهُ .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
الله يرضى عن قلبك ويرضيكِ حبيبة عيني رند 💛
ملهمة انتِ ❤️ بطريقة اختياركِ للكلمات المعبرة عن الموضوع .... اختياركِ لموضوع الكبر موفق ❤️ فخورة جدا بكِ..❤️
صدقتِ 💛
مرحبًا بكِ استاذة آلاء🌼