البدايات لا تسعها الحياة، حتى لو عشنا بدل الحياة الواحدة أربع






أن تهاجر بأحلام جديدة، أن تعمل في أول يوم لك، أن تحمل طفلك بعد ولادته، أن تعقد قرانك وتجهز بيتك الصغير بكل تفاصيله.

كلها بدايات. درب جديد يفتح في خارطة كونك


نحن لا نشبع أبدا من البدايات، مهما جبنا من الدروب، نحن في عطش دائم لدرب جديد، لرؤية أشياء أخرى. لكن البدايات لا تدخل ضمن الأشياء التي وجب الاكتفاء والقناعة بالقليل منها. المزيد من البدايات هي فرص أكثر لنصبح انسانا أفضل.

انسان يعرف عن الحياة دربا واكتفى به، ليس هو الانسان الذي رأى مئات الدروب واختار أين يكون


وحتى حياتنا العادية التي نحسبها رتيبة لا يتغير في سماءها شيء غير شمس تصحو وتغفو، ونحن معها نصحو ونغفو. هذا اليوم الجديد هو البداية التي سترافقنا أبد الطريق


وحين تملأ حياتنا الذنوب، وقبل أن ننام تصرخ كل جوارحنا، اللهم لا تجعل هذا اليوم اخر أيامي، اللهم مزيدا من الحياة، مزيدا من البدايات


هذا العطش للبداية، سواء كانت بداية تحقق حلم، أو بداية مشوار أو بداية الأسبوع أو فطور الصباح. هذا العطش يلخص مدى اقبالنا على الحياة. فالطفل الصغير يبدأ يومه بنشاط لا يكبح، عازما على اكتشاف كل ركن من البيت الذي يسكنه، على اختبار قدرة جسده الخارقة، على اكتشاف الأطعمة التي سيحبها، وتلك التي سيرفضها قطعا


حين نكبر طبعا لن نرى نفس الأشياء مبهرة، ولن تكون دروبنا أركان البيت، الكون يصبح أوسع، وأحلامنا أيضا، لكن البدايات هي ما يجعلنا عازمين على الحياة كطفل يكتشف المشي على أربع


البدايات لا تسعها الحياة، حتى لو عشنا بدل الحياة الواحدة أربع. البدايات هي النعمة التي يمنحنا إياها الكون لنظل عطشى وفي بحث دائم عن منبع يظمئنا



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مدونة فاطمة

تدوينات ذات صلة