الحياة ليست إلا طريقًا طويلًا، ربما يكون صعبًا، ولكنه اجتيازه ليس بالمستحيل.
هُنا على أعتاب الظلام نقف دونما حراكٍ، حتى لكأننا صرنا جمادًا، وهنا حيث السعادة مرادفةٌ للشقاء نحيا، ولكن بغير حياة.
سوف تأتيك هذه اللحظة التي لطالما تجنبتها، وحذرتك من ملاقاتها النجوم وعرَّافوها، والحتمي أنها ستأتيك رغمًا عنك تباغتك وأنت لاهٍ، هي أن تُدرك بأنك المخدوع والخادع، وأنك ضللت الطريق في لحظة غفلةٍ منك، تلك اللحظة التي رغم إدراكك أنك قد خسرت فيها، إلا أنها تمنحك سرَّ المعرفة، وهذا هو ثمنها، وهي إن شئت أم أبيت سوف تلحقك في يوم من الأيام.
الحياة صعبةٌ ولكنَّ الأبطال هم من يعشقون الصعاب، والحياة قد ألِفتُها لا تحب إلا الأبطال، فكما أن الفارس لا يخلو جسده من الجراح، فإن الحكيم ليس بحكيم إلا بأن يُصارع المواقف والأحداث، فإما أن يرديها أرضًا، فيفوز، وإما أن تصرعه، فيفوز، وفي الحالتين لا خاسر إلا الجبان.
صعود الجبل ليس بتلك الصعوبة التي يبدو عليها حينما تسلك الطريق الممهدة، وكذا فإن مبارزة الحياة ليست بتلك الصعوبة التي تظهر للمرء، فقط نحن بحاجة لان نرى الطريق التي سوف تقودنا لنهاية الرحلة بأمان، وبحاجة لأن نجد الرفيق الذي سوف يقطع معنا هذه الطريق، ومعًا سوف تكون الرحلة أجمل.
الشجرة القوية لا تهاب الخريف، بل تقف أمام أرياحه كما هي، لا هي تهتز إلى حد السقوط، ولا هي تسرف في إبراز قوتها، بل تنتظر الربيع حتى تعود إليها الثمار والأوراق بعد الذبول، فتصنع القوة في غير موضعها ليس شجاعة، وإنما قد يؤدي إلى السقوط، وإذا واجهت المرء الشدائد، فلا مفر منها إلا بالتوغل فيها.
هكذا هي الحياة، رحلة.. ولكنها ليست دائمًا بالرحلة الجميلة، ربما تعيقك بعض الأحزان يومًا، ولكن إن أنت أردت الوصول، فلن يمنعك طول الطربق ولا مشقة الرحلة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات