أحيانا نسعى لتحقيق هدف شخص ما، قد يكون الأقرب لنا و قد لا تجمعنا به صلة مقربة، قد يتحقق الهدف و أحيانا لا يتحقق..
الرحلة 320
أسير بخطوات صامتة وسط شوارع مدينة بدولة أزورها أول مرة،كانت الوجوه تتشابه،و يكاد لون بشرتهم الغامق يكون موحدا،أسير و أنا أحمل معدات التصوير،لا آبه بشيء سوى ضجيج الشوارع يوقفني و يحظر حركتي لفترة من الزمن،لأنتبه لنفسي أنني بمكان آخر بعيد عن مكان الحادث السيء بآلاف الكيلومترات،أكملت طريقي و أنا في حيرة من أمري،لم أكن على استعداد أن أتم مهمتي هذه،فقد كان معي بكل خطوة أخطوها،كنت أتذكر ابتسامته و هو يأخذ لي صورا رائعة بالكاميرا نفسها التي أحملها الآن،تعامله الطيب مع من تصادفهم عدسة كاميرته و هو بالمباشر مع متتبعيه،لن أستطيع القيام بمهمتي كما كنت أظن،عدت بسرعة إلى الفندق الذي أنزل به،وظبت أغراضي بخفة،حملت حقيبتي،دفعت حسابي و أخذت بطاقتي،استقليت سيارة أجرة و اتجهت نحو المطار،حجزت تذكرة العودة للمغرب،لكن طائرتي ستقلع بعد ساعتين،غفوت في قاعة الانتظار،سمعت صوته كأنه يناديني و يقول: لا تذهبي،صحوت على صوت "المرجو من السادة المسافرين على متن الرحلة 320 المتجهة نحو مطار محمد الخامس الدولي التوجه الى البوابة رقم 12 استعدادا لركوب الطائرة،نداء الى السادة المسافرون طائرتكم على وشك الإقلاع"،لم أكن قادرة على السفر،أحسست أنني سأعود لبلدي جسدا دون روح،بعد تردد غادرت المطار نحو الفندق،كنت مسرعة أحتاج فقط أن أستلقي دون أن أفكر متى سأنهض،صادفت نازلا معي بباب الفندق،أتذكر أنني سبق و التقيته بمطعم قبل يومين،تبادلنا أطراف الحديث،و قد حدثني كثيرا عن طيبة أهل الهند،كما أخبرني أنه يزور هذا البلد باستمرار،و زيارته هذه مختلفة فهو ينوي الاستقرار بهذا البلد،حدثني كذلك عن بلده تونس،اليوم و انا أصادفه بباب الفندق لم يتركني أذهب دون أن يستفسرني عن الحقائب بيدي و عن وجهي الشاحب قائلا: أ كنتي ذاهبة دون أن تودعيني؟ لا أظنك حققتي القليل من هدفه ؟ هل ستعودين خالية الوفاض؟ هل أنت بهذا الضعف؟ كنت أظنك أقوى بكثير،استفزتني أسئلته كثيرا،بل و أثارت غضبي أكثر،لكن سرعان ما تدارك الأمر فقال مبتسما:الأهم أنك عدتي للفندق سأنتظرك على الساعة الثامنة مساءا لنتناول العشاء معا،كان يعلم جيدا أنني أفقد السعادة بحياتي،فآخر ورقة كنت أتمنى ألا تسقط من حياتي هي أخي،و لكن سقطت قبل أوانها...
مقتطف
أنا راوية..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات