كل خيانة قد تهون، لكن أن تخونك ذاكرتك و لا تسعفك على استحضا
الجزء الثاني
عاد "عياد" من السوق و الابتسامة لا تفارق محياه، استغربت زوجته لحاله فسألته مبتسمة: ما بك فرح للغاية؟ أ عثرت على كنز أم أنك عثرت على زوجة ثانية؟
أجابها: الكنز لم أعثر عليه بعد حتى أنني لم أبحث عنه، أما الزواج من ثانية أجلته في ما بعد، ابتسم و أتم قائلا: يا غاليتي لقد التقيت بصديق طفولتي و سيزورني غذا إن شاء الله، ابتسمت قائلة: مرحبا بكل زائر.
أتى "موحى" لبيت صديق طفولته الذي استقبله بحفاوة، و أثناء جلستهما الخاصة نادى "عياد" ابنة أخيه لتقدم لهما الطعام، أتت بخبز شعير، و طاجين لحم بالبرقوق، و صينية شاي ليتبادلا أطراف الحديث و يعرف كل منها أحوال الآخر، ظل "موحى" شاردا ب "محجوبة" بعدما وضعت الطعام على المائدة، لينبهه "عياد" قائلا: أ تزوجت يا صديقي أم لازلت في ظل العزوبية؟
أجابه و قد بدت عليه ملامح الحزن و اليأس: تزوجت من امرأة أحببتها كثيرا، و عشنا معا مدة من الوقت في قرية "أيت إيمور" بلدتها الأم، أنجبت لي ثلاثة أطفال "سالم" و سنه أربع سنوات، "مليكة" سنتين، و "عائشة" لم تتجاوز بعد الشهر من عمرها، توفيت والدتها أثناء إنجابها، تأسف "عياد" لحال صديقه أراد مواساته إلا أن صديقه قاطعه قائلا: إنني منذ توفيت زوجتي أبحث عن امرأة طيبة تعينني على تربية أبنائي و تكون لهم أما حنونة، أتعبني البحث لكن أظنني وجدتها.
"عياد": سعدت من أجلك، و من هي؟.
"موحى": ابنتك التي أحضرت لنا الطعام.
"عياد" مبتسما: أ تقصد محجوبة؟
"موحى": نعم محجوبة
"عياد": إنها ابنة أخي توفي في الصويرة، أحضرتها و عمرها خمس سنوات، فأقمت على تربيتها منذ ذاك الحين، و هي بمثابة ابنتي، لكنها يا صديقي لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها، لازالت طفلة حتى أنها لم تصل سن البلوغ بعد.
تحسر "موحى" كثيرا لكنه حاول إخفاء ما بداخله، و تناول الطعام رفقة صديقه و ضحكا سويا ثم غاذر لكن صورة "محجوبة" رسخت بذاكرته، نظراتها، عينيها، شعرها، نبرات صوتها حين قالت له (مرحبا بك سيدي)، خجلها، و حمرة خذيها، و خطواتها الثابتة و رزانتها الظاهرة رغم صغر سنها، لم تفارق ذهنه حتى في نومه، قرر أن يذهب في الغذ لبيت صديقه لعله يغير رأيه و يقنعه بطلبه.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات