كل خيانة قد تهون لكن أن تخونك ذاكرتك و لا تسعفك على احتضان الحاضر...



جلس "موحى" أمام صديقه و قبل أن ينطق ببنت شفة وضع رضيعته بين يدي صديقه قائلا:(ها العار أ خويا "عياد") قبل أن يتم كلامه قاطعه "عياد" قائلا: "محجوبة" لا زالت طفلة، لا تقوى على كبر هذه المسؤولية و تربية ثلاثة أطفال و هي طفلة كذلك، أتم "موحى" كلامه: أعدك أنها ستكون زوجتي و طفلتي كما لو أنها ببيتك، لن يمسها مكروه برفقتي،سأساعدها بكل شيء، سأعلمها فنون العيش، خيم شيء من الصمت عليهما، و خجل عياد من صديقه فهو بمثابة أخ له، وافق على زواجهما، و قال له يوم السبت المقبل سنقيم حفلا بسيطا لكما.

يوم السبت اجتمعت العائلة و تسارعت الزغاريد و الفرح عم المكان و أقيم الحفل الصغير للعروس الصغيرة لم يكن للعروس رأي أنذاك، فالقرار لوالديها أو ولي أمرها و هي مظطرة لطاعة أمره لا غير، انتهى الإحتفال بهما و حرس "عياد" على أن يكون كل شيء على ما يرام، و انتقلت محجوبة برفقة زوجها و أبنائه لبيتهم المتواضع، و كذا قفزتها من الطفولة إلى الأمومة، فتربية أطفال مثلها ليست بالأمر الهين فهي مغامرة فرض عليها اجتيازها، و اغتيال الطفلة البريئة داخلها، حاولت الإندماج و وضعها الحالي، و زواجها من رجل يكبرها سنا، بالرغم من أنه على قدر من الوسامة نظرا لملامحه "الزيانية"، فأصوله من مدينة "خنيفرة" أمازيغي حر، يعشق رقصة "أحيدوس"، عيناه زرقاوتان كماء عذب صاف، و شعره حريري ذهبي تتخلله شعيرات بيضاء، و الذي عادة ما يحيطه ب "رزة" بيضاء، و يرتدي جلبابا صوفيا و "شكارة" من الجلد، و أحيانا يرتدي معطفا أسود، كأنه رجل أجنبي نظرا لإحتكاكه بالعديد من الأجانب، ينتمون لديانات مختلفة أغلبهم يهود و نصارى القاطنين أنذاك بحي "جليز"، فطبيعة عمله تقتضي التعامل مع كل الطبقات و الفئات في المجتمع.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات فاطمة الزهراء شهبالي

تدوينات ذات صلة