تعلمت منك أن أحب نفسي كما هي، ولأنني أحب هذه النفس فأكون مستعدة للتخلي عن أشياء وأشخاص ومواقف تبدو للعالم كله مثالية لكنها لا تروق لقلبي.،

عزيزتي غين،


في الخامس والعشرين من أكتوبر،

الخامسة والعشرون بتوقيت الزمن..

تعلمت منك أن المرء يولد في هذا العالم غريبًا، يملك بيده مفتاحًا وهو من يقرر أي باب يلج إليه سعادته أو تعاسته،

تعلمت منك أن أحب نفسي كما هي، ولأنني أحب هذه النفس فأكون مستعدة للتخلي عن أشياء وأشخاص ومواقف تبدو للعالم كله مثالية لكنها لا تروق لقلبي.

تعلمت أن أقدس نفسي أسمعها وأفهمها، وأقدس ما تطلب مني.. أقدس خصوصيتها، انعزالها في أحيان كثيرة، حبها للانطوائية رغم العالم الذي يقتحمها، ومشاعرها الشفافة..

تعلمت أن يمكن لبائع الجرائد على الرصيف أن يمنحني درسًا في الحياة لن تمنحه الجامعات ولا الدورات التدريبية ولا العمل المرموق ولا الأشخاص المثقفين!

ولبائع الذرة أن يجعل المرء يبكي طوال الليل من درس بسيط عن الرضا والإيمان بالله..

وأن بائع القهوة في محله الصغير يمكن أن يصنع يومًا مميزًا ويمنح دفئًا غير معهود، وطمأنينة تجعلني أتسائل كيف لحيز ضيق كهذا يحتوي على كل هذا الدفء..؟


تعلمت أن السعادة موجودة حولي في كل مكان لو كانت عيناي حقًا تبحث عنها سوف أعثر عليها في كل ما يحيط بي.

تعلمت أن السعادة لن تتحقق بتحقق أحلامك... ولا بالوصول لمرادك,

لأن في كل مرة تعتقد أنك وصلت ستكتشف أنه لا زال هناك المزيد في سلم أحلامك وطموحاتك كلما صعدت كلما ارتقى بك السلم..

ولن تتحقق بالمال ولا بالسفر ولا بالزواج..

سيظل هناك شيئا ناقصًا ولو ملكت الدنيا بأكملها.

في مغامراتي القليلة اكتشفت أن السعادة تتحقق فقط بشيء واحد

"الرضا"

-لن تسعد ولو بلغت عنان السماء ما لم ترضى-


الرضا بما تملكه.. الرضا بما وصلت له.. الرضا بالقليل.. والرضا بنفسك..

"ولسوف يعطيك ربك فترضى"

فترضى... لأن شعور الرضا أبلغ من شعور السعادة ..


عزيزتي غين، أريدك أن تبقي كما أنتِ فتاة الخريف..


🍁🤎

🍁 fardiat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات 🍁 fardiat

تدوينات ذات صلة