كل شيءٍ عندي ينتهي بالكتابة، لأن البداية كانت عندها!

عندما تهاجمني الوحدة، ويحتل المللُ أرجاء روحي، وأجد أن لا مجال للفِرار أو الهرب فأهوي لِقاع اليأس وأستسلِم لِحزني وعجزي، تحتضِنني الكتابة!

أغرق فيها دون إدراك مني، فتسمعني وتفهمني وتساعدني على الخروج من تلك الحفرة المظلمة التي وقعت فيها والتي ظننتُ لِفرطِ خوفي واستسلامي أن لا فِكاك منها أبدًا!

تُسلِّمني المفتاح بعد أن تدلَّني على طريق النجاة، تحتمل مِزاجِيَّتي

بكائي المفاجئ بعد نوبة ضحك، غرقي في الصمت لِأسبابٍ لا أعلمها، وإفراطي بالتحدُّث عن أشياء أحبها تثيرُني بأوقاتٍ غير مُخطط لها ولأسباب مجهولة أيضًا!

أفكاري التي تعبث هنا وهناك في عقلي فتثير فيَّ الرعب حينًا والشجاعة في أحيانٍ أخرى!

الكتابة بالنسبة لي هي ذلك القمر المُختلَقُ من أعماق مخيلتي لِيكون لي الصديق والحبيب والشريك الذي لا ولن يملَّ سماعي لحظةً، لن يملَّ احتِضان وحدتي مرَّةً، ولن يهدأ حتى تهدأ روحي لأنه ابن روحي!

الكتابة صديقتي في الوحدة، وشريكتي في الألم، وحبيبتي في حياةٍ قلَّ فيها الأحباب المخلصون!

وحدها المخلِصة من تتبَع أثر اختفائي وهدوئي اللا منطقي، صمتي وانطفاء الحياة في عينَيّ!

وحدها من ينتبه لِأدقِّ تفاصيلي ويراقب أصغر تصرفاتي!

وحدها من تمدُّ يديها خِلسةً عبر جدرانٍ تقوقعتُ داخلها هربًا وخوفًا من كل شيءٍ لِتؤنسني!

لِتقول لي: "أنا معكِ، لا تخافي"

كم نحن بحاجةٍ لتلك الجملة يا الله!

كم هي مُريحة وجميلة، لطيفة وهادئة!

منحتني الكتابة أجنحةً أطوف بها بين القلوب فأترك أثرًا هنا، وبسمةً هناك،

أزرع أملًا داخل قلبٍ بائسٍ يابسةٌ أرجاؤه، وأبذُرُ حلمًا في قلبٍ ما عرف يومًا لذة الفرحِ بنجاحٍ ما، كبيرًا كان أم بسيطًا!

علَّمتني الكتابة أنَّ الاختلاف جميلٌ وممتِع، فأنت لستَ نسخةً لأحد في هذه الدنيا سِوى نفسك شكلًا ومضمونًا، أنتَ نفسكَ فقط!

حقيقة لا رتوش فيها ولا تزييف!

حقيقتك الصارخة الواضحة للعين كما الشمس، وحدها من ستكشِف لك الزيف، وستمنحك القدرة على التمييز بين من يصدُقُ معك وبين من يخدعك، ستجعلك تُحلِّق بما تملك من أدواتٍ لِتُثبِت حقيقةً قد لا يراها أحدٌ إلَّاك،

وهي " كم أنت قويٌّ باختلافِك وتميُّزك!"


#مياس_وليد_عرفه


إقرأ المزيد من تدوينات مياس وليد_حكاية شتاء

تدوينات ذات صلة