سلسلة تدوينات تفاعلا مع التعافي بالوعي من سرطان الثدي لشهر أكتوبر
(5)
خطوة خطوة نحو "تصميم رعاية" الهبة الأنثوية
عندما تتأكد الإصابة بسرطان الثدي، يصبح المفهوم مزدوجا وضبابيا عند المريضة وعند مقدمي العناية الصحية. هل الاهتمام في المقام الأول متجه للمريضة؟ أم للمرض؟ هذا التداخل ليس من قبيل اللعب بالألفاظ، ولكن عند تصميم نظام الرعاية فإن الآليات المنفذة ستختلف بحسب وجهة النظر هذه تحديدا.
في بناء نماذج التصميم هناك ما يعرف بالعامل الفاعل actor، وهذا العامل قد يكون إنسانيا، أو غير إنساني. و العوامل الإنسانية هي: المريض أولا، الطبيب، المعالج أو المتخصص، التمريض، وفنيي المختبرات، وفنيي الأشعة، والعائلة. أي كل إنسان له دور في التشخيص والعناية خلال رحلة المريضة الاستشفائية.
أما العوامل غير الإنسانية، فهي: العقاقير الطبية، العمليات الجراحية لو لزم الأمر، الأدوات المستخدمة في التحليل المخبري، وأجهزة الأشعة، وكاميرا المراقبة في غرفة العناية المركزة، وكل الأجهزة التي من شأنها أن تقدم دعما لتنفيذ خطة العلاج بما في ذلك مشرط الجراح الصغير.
فأين المرض نفسه في تصنيف هذه العوامل؟ لا يصح أن نعتبر المرض والمريضة شيئا واحدا، حتى مع التسليم بأن المريضة هي الحامل للمرض. ولذا، فإن وضع المرض ضمن العوامل غير الإنسانية سيمنحنا زاوية أبعد لتحديد الأرضية التي ننطلق منها ونريد أن نعود إليها، وهي تحديدا هنا : الصحة الأنثوية، الهبة الأنوثية، الجسد الأنثوي.فالعمل مع المرض هو الإفناء، والإزالة، والإيقاف. في حين أن عملنا مع المريضة هو حفظ البقاء، والاستمرار، والتعافي.
وكما ذكرنا سابقا فإن من العوامل الإنسانية في تصميم خطة الرعاية؛ المريضة نفسها، فهي وإن كانت المستهدفة في الخطة، إلا أنها تلعب دورا هاما في إنضاج الإحياء، وذلك عبر رعايتها للخصائص الأنثوية التي تأثرت من جراء الإصابة، والتعويض عما فُقد منها. إن الهبة الأنثوية تستجيب بسرعة لما من شأنه أن يعيد لها تكاملها، فذاكرتها الوجودية أكبر من الجسد، وترميم ما أهدر منها عبر ممارسات بديلة، كالأغذية الداعمة لإفراز الهرمونات، ومبادلة الحنان والعطف، والتمرينات الرياضية التي تعيد نضارة الأنوثة؛ كل هذه مؤثرات تحولها الأنوثة إلى دوافع للتجدد والنماء بعد أي تخلخل مرضي خطير.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات