كيفية استغلال المشاعر السلبية في الشفاء بدل إهمالها


عندما نكون محبطين و خائبي الأمل فمن الصعب علينا أن نتواصل مع الأخرين بحب، و كلما نمت داخلنا المشاعر السلبية نفقد تدريجيا مشاعر الثقة، الود، التفهم و الاحترام نحو الآخرين.

نتيجة لذالك، يتحول نقاشنا الودي الى مشاجرات عصبية، و تحت رحمة الضغط، نفقد قدرتنا على التواصل بشكل مفيد لنا و لشريكنا. و بدل الاستفادة من مشاعرنا السلبية و توظيفها في تحررنا من معاناتنا، نلجأ دائما إلى كبتها و تعطيلها بمساعدة نشاطنا العقلي.

للتحرر من هذه المعاناةالعاطفية و إيجاد الحب من جديد، وجب علينا إبطال العقل و تفعيل القلب مقدمين لأنفسنا فرصة الشعور بألمنا و التحرر منه و توسيع دائرة إدراكنا لتشمل مشاعر الشفاء الأربعة.

و لصعوبة التعبير عن مشاعرنا و نحن تحت ضغط كومة من الأحاسيس المختلطة، فإن أسهل طريق لذلك هو الإعتراف لذواتنا أولا. لذلك ابتكر البروفيسور ' جون جراي ' طريقة الشفاء بمساعدة المشاعر السلبية و التي سماها مشاعر الشفاء و قادنا لما يعرف بطريقة كتابة رسالة الشفاء.

هذه الطريقة هي خطوة من خطوات التحرر النفسي من كل ما يعيق عملية الشفاء و يحول دون استطاعة الشخص البدء من جديد و ايجاد الحب. تقضي الرسالة من الشخص أن يكتب كل ما يشعر به من إحباط و خيبة و حزن، و تخيل كل ما يدور في رأسه من عتاب اتجاه الطرف الآخر، مما يعطينا فرصة إدراك هذه المشاعر و العمل على اجتيازها و مسامحة قلوبنا و الآخرين.

في الشكل العام من رسالة الشفاء، يجب أن نتأكد من استكشاف مشاعر الشقاء الأربعة: الغضب-الحزن-الخوف-الأسف، كل على حدى مع إمكانية تغيير الترتيب. يمكننا أن نبدأ بالشعور الأقوى لدينا و تخيل الشخص الذي نريد أن نوجه له رسالتنا كأنه حاضر و يقرأها و مستعد للتجاوب معنا والرد عليها.

مررت بفترة جد صعبة لم أستطع خلالها الموازنة بين ما أفكر به و ما أحسه و استعنت في نهاية المطاف برسالة الشفاء و قمت بتطويرها الى يوميات و خواطر أقوم بكتابتها كل يوم و كلما أحس بالضيق و الحاجة إلى التفريغ. في كتاباتي، قمت بالمحافظة على المشاعر الأربعة و ما ان وصلت الى آخر شعور احسست فعلا أني آسفة على ما آلت إليه الظروف و مستعدة لمسامحة نفسي و البدء من جديد.

إليكم الشكل العام للرسالة:

أكتب لك رسالتي لأشركك في ألمي راجي(ة) منك(ي) قبولا و تسامحا و محبة

أنا حاليا أأشعر ب...

1- الغضب

أنا غاضب(ة) لأن...

انا غاضب(ة) عندما ...

انا غاضب(ة) لأنه لا يعجبني ان...

أتمنى ان...


2- الحزن:

أنا الأن أشعر بالحزن

أنا حزين(ة) لأن...

انا احزن عندما...

أريد أن...

أتوقع أن...


3- الخوف:

أنا أشعر أني خائف حيث...

انا خائف(ة) لأن...

أحتاج أن...


4- أشعر أني الأن آسف حيث...

انا آسف(ة) لأن...

أنا آسف(ة) عندما...

انا أريد ان...

أتمنى ان...غ

شكرا على إصغائك

المحب(ة) ...

في نهاية الرسالة قم بطلب رد من شريكك و أبلغه أنك في اتظاره.

الخطوة التالية تتطلب منا الأخد على عاتقنا بأن الآخر لم يكن مسؤولا عن معاناتنا، و بأن شفاء قلوبنا يعتمد على مساندتنا لأنفسنا بدلا من إنتظار الاهتمام من شخص آخر. و لتحقيق ذلك، وجب علينا خلق استجابة ودودة من طرف شريكنا و نكتب الرد الذي كنا نطمح لسماعه منه، مما يشعرنا بأننا محل اهتمام و عناية.

الشكل العام لرسالة رد الفعل:

عزيزي/عزيزتي...

- أشكرك على...

- أعرف...

- و أنا آسف(ة) لأن...

آمل أن تسامحني على...

أود أن تعرف(ي) أن...

تستحق(ن) أن...

أود أن...


أحيانا قد تكون كتابة الرد على الرسالة أقوى من الرسالة نفسها، و قد نشعر بعدها بتحسن و انفتاح كبير نحو استقبال الدعم النفسي الذي نحتاجه و نحن في طريقنا نحو جبر خواطرنا.

و أحيانا اخرى قد نحتاج إلى رسالة تكميلية ننقش داخلها مشاعرنا الإيجابية التي انفتحت عليها قلوبنا من جديد مع التعبير عن أسفنا الشديد اتجاه شريكنا و ما آلت إليه علاقتنا و بالتالي مسامحته و الإستعداد لبدأ صفحة جديدة في مذكرة حياتنا دون العودة لما فات منها، و دون فقدان الثقة في الآخرين، أو غلق قلوبنا و كبت مشاعرنا داخلها.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات الموسوعة العلمية

تدوينات ذات صلة