سلسلة تدوينات تفاعلا مع شهر أكتوبر للتوعية بالتعافي من سرطان الثدي

الذكاء ليس معطى ذهني بحت غير مؤثِّر فيه الوظيفة النفسية. إنما الذكاء انفعال الذهن لظرف وجد نفسه فيه محثّا لتأدية ردة فعل، بحسب الاستعدادات الممنوحة للكيان الشامل الذي نشأ وينمو فيه.

والذكاء لا بد فيه من عنصر الأصالة، إذ ليس من الذكاء في شيء النمذجة القياسية لحساب الأرقام وتذكر المعلومات، فهذه آلية في جملة ما يؤديه العقل. ولكن الذكاء الفطري هو ما وافق ظروف صاحبه الطبيعية؛ أي الخصائص الفكرية ، والنفسية، والاستعدادات والملكات الوهبية لهذا المخلوق حتى يتأقلم وسبل عيش ديناميكية.أي أن الذكاء هو تقديم أفضل ردة فعل ممكنة، في أسوأ موقف يجد صاحب الذكاء نفسه فيه، تحررا نحو وضع أفضل.


والهبة الأنثوية يظهر ذكاؤها عندما تسير في نموها الطبيعي -درجا – من دون قطعها ثم قسرها على أنماط مستوردة من خارجها. من هنا أتت الحكمة البدائية مرتبطة بالأنوثة؛ حين كانت الأنوثة تصنع أمورها وفق براعتها الطبيعية.أما "الطبيعية" فيحددها هنا السؤال: هل الأنوثة مرتاحة مع نفسها؟ العجمة الثقافية أي ثقافة الضرار من جهة، وجهل الأنثى بما هو من شأنها من جهة ثانية، قد حرما الأنوثة سكينة التأمل، وبالتالي تأثر ذكاؤها الفطري وصار هجينا ممجوجا من الأنماط السلوكية غير الأصيلة.


إن وضع الأنثى في غير مكانها، سواء في نظام تعليمي وثقافي لا ينمي شعورها بالفرادة، ثم عبر إلحاقها في تشكيلات معيشية تربطها بحركة الآخر الغريب/ الخارج عنها، هما معا ألحقا الضرر الخفي بالهبة الأنثوية حين شكلا الوصاية على فكرها ومشاعرها، وعلى وجودها الكلي.



الهِبة الأنثوية (6)46134168940522510



كل شيء ينمو وفق سننه الرباني يأتي بأفضل النتائج، حتى الأمراض، ذلك أن تعجيل الإصابة بالمرض قد يأتي عبر الحذر المبالغ فيه بأخذ الدواء الخطأ!


وحين نعطي الهبة الأنثوية "زمنها/ وقتها" دون استعجال في نموها – احتجاجا بضغط الواقع المتطور إلى الخلف – إذ ذاك تصبح الأنوثة "صحيحة/ صحية" في العطاء، العطاء الذي هو توفية مقتضيات السلامة والعافية للكيان الأنثوي بكامله. ولا شك أنه سينعكس على مستويات عدة: صحة الأنثى، وضعها الاجتماعي، والتحرر من ضغط العادات والتقاليد التاريخانية التي رسخت وما تزال ترسخ صورة واحدة للأنثى تنبع من وجهة نظر الآخر لها. أي أن ذكاءها يصبح في محلّه لأنه يقدم لها "أصالتها"، ويحررها من "الغَيرية".


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات غادة عبدالله

تدوينات ذات صلة