ليس لأن الفرصة لم تأت، فإني لن أذهب إليها..إنها هنا والآن
في المثل الأجنبي: الفرصة الضائعة لا تعوض!
وفي المعاجم العربية: الفرصة هي وقت أو ظرف مناسب للقيام بعمل ما.. الفرصة الذهبية هي فرصة ينبغي اغتنامها.. فرصة سعيدة: تقال في نهاية أول لقاء تعارف بين شخصين -معجم المعاني، موقع ويب-.
ما سبق من تفصيلات لغوية يغطي الفرصة بطابع الزوال والتلاشي، لذا يحضر الفعل "انتهز" فورا حين ورود مفردة "الفرصة"، انتهز الفرصة!.
ولكن من اشتقاقات الفرصة، اللغوية أيضا، فَريص: (اسم)، و الفَريصُ: لحمةٌ بين الكتف والصّدر تَرْتَعِدُ عِنْدَ الفَزَعِ.. الفَريصُ(في علم التشريح) : العضلات الصَدرية.
وهنا يدور الحديث حول الثابت داخل الجسد الإنساني.
لنقرر بداية المبدأ التالي: كل ما هو "خارج" الإنسان؛ فهو زائل، وكل ما هو "داخل" الإنسان فهو دائم، دواما يليق بالبشرية، وزوالا يتلاءم والأغيار من صفات الدنيا.
بناء على ذلك، فإن الفرصة التي تأتي من الخارج بفعل المصادفة أو القصدية، ستذوى مهما اغتنم الإنسان من طيباتها، هي حقا، الفرصة الضائعة! -بحسب طبيعتها-
فن الفرصة هو اكتساب مهارة مراقبة متى "تُــقبِل" نفسك، وَ متى "تًدبِر"، نفسك أيضا
الكيان الإنساني مولّد ضخم من الحالات الشعورية، واقتناص الشعور يحصل حين نقبض على "الوارد" من الأفكار والخواطر والأحاسيس في زمن يصعب قياسه لأنه غير موجود إلا فينا وبنا. هذا الوارد الذي يأتي بكل أهبته من: الهمة العالية، والتخطيط الفذ، والحيوية في التنفيذ، والجودة في الأداء- يشكل "الفرصة الثابتة" أي الخالدة بقاء، والمتطورة في الحيثية مما نقصده في مقالنا هنا.
لا تنتظر الإلهام، ولكن اقتنص الوارد واعمل به، لأنه عطية من عطايا الارتقاء الروحي، مما ستجده تدفقا سيالا داخلك، فيما لو سلكت درب التنوّر والتزكية.
فرصتك باقية معك وبك، شريطة أن تعلو دوما فوق "الضائع” من كل شيء… وزمن.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
أما الإرتقاء الروحي فهو من سماتكم وجميل ماكتبتم هنا فهى يدرس في الأدب والسرد 💚🇸🇦