خيال الأطفال ثروة قد نقتلها بممارسات وسلوكيات واعية أو غير واعية، الخيال من اللبنات الأساسية لتطوير مهارات التفكير الإبداعي..

لا تقتصر الثروات على الموارد الطبيعية والمصادر الاقتصادية، فهناك من يكتشف تلك الثروات ويحولها لمواد وأدوات، تعطيها قيمتها الاقتصادية حين تحولها من مادة خام إلى منتجات، تعود بالنفع على الإنسانية جمعاء ألا وهي... الثروة الإنسانية، التي تختلف بمعناها ومعطياتها عن الثروات الأخرى، مما يستوجب تناولها من جوانب مختلفة وبطرق حديثة.

فالثروة الإنسانية في جميع المجالات هي الركيزة الأساسية لأي ثروة مادية، فقد غير العقل البشري شكل العالم تغيراً جذرياً، عن طريق الأفكار التي يطرحها ذلك العقل، ولن يعمل ذلك العقل بفاعلية اذا مارسنا بحقة سلوكيات واعية أو غير واعية لمحاربة قدراته وتثبيتها، التي تؤدي بالنهاية لقتلها، فالإنسان الناجح يأتي بالثروة، لكن الثروة لا تأتي دائماً بإنسان ناجح، والدليل على ذلك الشعوب التي أولت اهتمامها لتنمية الإنسان حققت نجاحات رغم عدم امتلاكها للثروة، وعلى العكس فهناك العديد من الدول التي تمتلك الثروات الطبيعية> إلا أنها من الدول النامية التي تعاني من الفقر والأمية، لأنها أهملت الإنسان.

يولد الإنسان وهو يمتلك خيال خصب، يجد الطفل من خلاله بيئة ثرية ومصدر لتطوير مهارات التفكير بطريقة إبداعية خاصةً في السنوات الأولى من عمره، بشرط أن يؤمن الراشدين من حوله بأهمية الخيال، ويتوقفون عن محاربة تخيلات الأطفال، ظتاً منهم أنه نوع من أنواع التفكير المضطرب، فالخيال ليس كما يظن البعض أنه علامة من علامات الاضطراب، بل هو ظاهرة صحية لدى الطفل، إذا ما كانت عائقاً أمام تواصل الطفل مع اصدقائة والعالم من حوله.

ولا نحتاج نحن الكبار أن ننمي خيال الأطفال، فقد وهب الله الأطفال خيالاً يمكن هؤلاء الصغار من إنتاج الأفكار الجديدة غير المالوفة، يكفينا كراشدين أن نكون واعين بالسلوكيات التي تقتل الإبداع، لنتفادى ممارستها مع الصغار.

لنتوقف عن إضاعة مفاتيح الإبداع عند الأطفال ولنسمع ونستمتع بأحاديث وقصصهم الخيالية، علها تتحول لواقع في المستقبل.

"الخيال هو بداية الإبداع، فأنت تتخيل ما ترغب، وترغب فيما تتخيله، وأخيراً تصنع ما ترغب فيه" (جورج برنارد شو).


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د.عذاري الكندري

تدوينات ذات صلة