الاهمال كلمة لها جانبين متناقضين السلبي وهو المتداول والإيجابي الذي لابد من تعلمه.
يقول صاموئيل بتلر "واحدة من أهم المهارات الأساسية في الحياة أن تعرف ما يجب عليك إهماله"
غالباً ما نتداول كلمة الإهمال لنشير إلى سلوك سلبي نتائجه غير جيدة، لكن ماذا لو تناولنا كلمة الاهمال على انها سلوك ايجابي، ممارسة في بعض المواقف لنتجنب الآثار السلبية التي سنجنيها لو نهمل بعض الاحداث والمواقف والأفكار بل وحتى الأشخاص المدمرين من حولنا.
ففي بعض المواقف لا يكون الاعمال تقصيراً نتيجة التكاسل واللامبالاة، بل قد يكون نوعاً من التغافل والتغاضي الذكي المدروس متعمداً لنسيان الأمر،
ويأتي معنى التغافل باللغة تعمد النسيان، وأرى من نفسه أنه غافلُ وليس به غفلة.فالتغافل: وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً وقد يكون حذراً وخشيةً على النفس من آثار التدقيق والتفكير والتحليل والتفحص لأمور قد لا تجلب الخير.
لذا من الذكاء أن تحمي نفسك مما يؤذيها، فتهمل المواقف والأشخاص والأفكار والمشاعر المزعجة، التي لن تجني من الاهتمام بها سوى الهم والقلق والتوتر وستؤثر بشكل سلبي على جميع جوانب حياتك، وتقلل من عزمك ودافعيتك بل وحتى انتاجيتك واعمالك وعلاقاتك، فاهتمامك بها سيخسرك الكثير، بالتالي اهمالها وعدم التفكير بها سيجنبك الكثير من الألم والخسائر.
"جميعنا ومن دون استثناء ، نحتاج إلى سلة مهملات داخل مخيلاتنا ، لنضع فيها الكلمات المزعجة والمواقف الأليمة ، وكذلك بعض الأشخاص" (ابراهيم الفقي).
يجب علينا ان نتعلم كيف نصفي حياتنا، فنهتم بما هو نافع ونهمل غير النافع، حتى نسعد بأوقاتنا ونستثمرها أفضل استثمار، فالوقت الذي يمضي لا يعوض، فلنفسك عليك حق، ومن أهم حقوقك عليها تخليصها من اللوم الزائف والحمل الزائد، الذي سيكون سبب شيخوختها وانحدارها عوضاً عن تطورها وازدهارها، فلتهمل بذكاء.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات