كثيرا ما نتعجب من ردود أفعالنا وكان بداخلنا أناس آخرين عندها يجدر بنا طرح السؤال القائل: كم شخص في جسد واحد؟

ما أبشع الإحساس بالعجز.. قد يكون من أسوء المشاعر التي يعيشها أحد منا.. فهو سيء لدرجة أن من الممكن أن يهدم حياة كاملة في لحظة.. لحظة شعرت فيها أن لا شيء مما تستطيع فعله سيغير من واقعك شيء أو يمكن له يحل أزمتك التي تحياها..


لكننا بالرغم من ذلك لن نتحدث اليوم بتركيز عن العجز كما أوضحت لك السطور السابقة.. ما سنتحدث عنه هو أنت.. عن عقلك الذي يصعب عليك فهمه حتى الآن.. عن مشاعرك المتداخلة في كل ثانية والأفكار التي لا تستطيع منعها عن الطفو على السطح والتصارع فيما بينها على مركز تفكيرك الرئيسي الذي يستحوذ على أوامر أفعالك وقراراتك كلها..


قالوا قديما "صاحب بالين.. كداب" لكن في الواقع لكل منا عشرات الأفكار فكيف لبال واحد أن يتسع لهم جميعا في آن واحد..!؟

بداخلك أكثر من بال وأكتر من صوت داخلي يفكر معك وربما في بعض الأحيان له أن يعارضك ويتشاجر معك أيضا.. ربما يفكر هو في الطعام بينما تفكر أنت في الذهاب السرير والنوم مثلا!..


هل سمعت مسبقا عن اختبارات تحليل الشخصية..؟ لا بد أنك سمعت بها .. فيها يتم تحديد شخصيتك بناء على مجموعة من الأسئلة التي تقيس نسب ميولك وأساليب تصرفك في المواقف وأشياء من هذا القبيل لكنها في النهاية تعطيك نتيجة تذكر فيها الشخصية الأعلى نسبة والتي تضغى على تعاملاتك جزئيا.. ولا تذكر لك باقي النسب إلا في بعض الاختبارات النادرة.. رغم أن تلك النسب أهم من تلك النسبة الأعلى، لأن النسب الضئيلة تلك تعطيك تفسير منطقيا لتصرفاتك التي تثير تعجبك أنت شخصيا قبل من هم حولك..


كل منا بداخله شخصيات عدة وليست واحدة فقط بل إن النسب المكونة لها أيضا تختلف من آن لآخر ومن اختبار لآخر.. أي أن الطبيعة البشرية والعقل والروح سيظلوا أسرار مهما حاولنا كشفها.. فأحب نفسك كما هي وما عليك إلا أن تطلق لها العنان وده قلبك يكون بصلتك، حينها فقط سيوجهك بمساعدة فكرتك لاختيار الصواب..



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة