الاكتئاب حقيقة مرة يعرف مرارتها اكثر من سبعة بالمئة من سكان العالم.

كيف حالك..؟

كيف حال قلبك وروحك.. أتشعر بأنك في المكان الصحيح.. وسط أناس يستحقون مكانتهم في حياتك؟


أهم جديرون بتلك المكانة أم لا.. سبق لهم أن جرحوا قلبك أليس كذلك.. مرة بحديثهم عن مظهرك العبثي أو كلماتك المبعثرة.. أو عن توترك الزائد..

في معظم الأحيان عندما تجلس بمفردك تراجع كل ما سبق لك فعله.. كل جملة وكل فعل وكل نظره.. أكان من الصواب أن تفعلها أم لا.. وما هو المقصود بما قالوه ردا عليها..


خوفك من تواجد الناس حولك ومحاولتك للابتعاد عنهم في معظم الوقت يثبت أنك في المكان الخاطئ.. تواجدك غير صائب.. أنك لا تنتمي لأولئك الناس.. ولا تقدر على مجاراتهم..

نقاؤك وتلقائيتك وسلامة قلبك مميزات قلما توجد في إنسان وليست عيوبا..


كن كما أنت ولا تغير من ذاتك لإرضاء الآخرين.. فعندها ستخسر نفسك واحترامك لها.. ومعهما أيضا ما خسرت نفسك من أجله..

عوض الله جميل وجبره قريب ولا يمكن أن يردعه أحد.. فتذكر من انت واعرف قدراتك واسع خلف حلمك تصبه..

لا تدع الفرصة لاكتئابك فيسيطر عليك.. نعم فالاكتئاب وحش ذو مخالب سبق له أن أودى بحياة الكثيرين.. بل وجعلهم أيضا ينهونها بأيديهم..


كثير من المجتمعات لا تجرؤ على الاعتراف بحقيقة مرض الاكتئاب.. بحقيقة تأصل جذور القاتل الصامت في أرضهم.. يوهمون أنفسهم بأن أعراضه مجرد نتيجة لضغوط الحياة الطبيعية.. لكن في الواقع أمراض المجتمع وآثارها هما ما يسبب الاكتئاب لجميع الفئات العمرية.. شباب وأطفال وكهول.. لا أحد منهم يقدر على محاربة ظلامه بمفرده.. لا أحد منهم يقدر على الوقوف أمام تيار الآلام تلك.. فيصبحون أكثر هشاشة من أي شخص آخر.. تزعجهم الأصوات وان كانت خافته ويزعجهم الضوء وتواجد الناس حولهم.. يميلون للعزلة.. الامهم تدفعهم للتصرف بعدوانية أكثر من أي وقت مضى.. قد يتعجبون أنفسهم من ردود أفعالهم وحدتها..

لا يقدرون على تحديد متى زلقت قدمهم في ذاك المنحدر ولا متى ينتهي..


يحتاجون لمن يقتحم أسوار حياتهم التي يصعب عليهم فتح أبوابها لأحد الغرباء..

يحتاجون لمن شاركهم تفاصيل يومهم ويسعد بسماع حديثهم المبعثر..

يحتاجون لمن يصغي لهم.. ولمن يجذب منهم الكلام عندما لا يمتلكون القدرة الكافية على الحديث..

يحتاجون من يمسك بأيديهم ويعبر بهم الطريق وصولا إلى بر الأمان.. بالابتعاد عن مسببات الاكتئاب..


كل ما يحتاجه مريض الاكتئاب شخص ذو قلب صفي لم تلوثه عوادم الدنيا.. إنسان يستحق كلمة إنسان.. ليستندا على بعضهما ويستمدان من بعض القوة لإكمال المسير في سبل الحياة بكل ما فيها من مصاعب وأزمات.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة