مستوحاة من الإعارة؛ الحياد الدائم رغم المحاولة في التصدّي والعرقلة هي سمات محتارة بين الشجاعة والجبانة.

من عَلى عتبة باب البيت (الدار)، قِطعة قُماشية أو بلاستيكية متعددّة التسمِيات باختلاف المناطق والمُعتقدات رغم الاتفاق على انّها تُسمّى دعّاسة او دوّاسة والتي يُقاس مِنها كِميّة هائِلة من الخطوات وكم تشهد تِلك المُهمّشة الضعيفة على أقدَام مُختلِفة ومُحتفِلة ذات المقامَات والمقاسَات مع النقشات المتغيّرة صاحبة الانفس النيّرة والأخرى المتحيّرة.

هل تعلمُون عن ماذا أقصد هُنا؟ فالكثير من تلك الخطوات جلبت السَعادة بكامل حذافيرها والآخر عَمل بالعكس تماماً وكيف سلب تلك الحذافير ذات الفرح وجلب العار لأهل الدار تاركاً اثراً واضِحاً بواسطة تلك التأثيرات في ساحة صراع مع وجود نوعا ما من الحِياد.

هِي فِعلاً معركة كرٍ وفر، فمن يختبئ بالدار يحفظ نفسَه من العار الغير مُبرّر محاولاً الدفاع عن نفسِه بعيداً عن الكثيرين المُتسلطين بل والعكس عندما يُصبح ذلك الدور قوياً دون الشعور باي ذنب بمن يتعدّى على الطرف الآخر دون وجه حق؛ نتساءل بالكثير هنا وما يُراودنا من اعارة تلك الأفكار فهل تركنا نحن اثرا ما في مكان يتجسّد في بعض الخطوات على تلك المسكينة وأصبحنا عار على أهل الدار، أم بقِينا من أهل الدار وتجنّبنا الكثير دون أي تِعداد لخطوات المِشوار؟

كيف أصبحت تلك القطعة باختلاف تكوينها فعلاً الشاهد العيان والحِياد بالوجود بعد ان تداخلت الكثير من التكنولوجيا في حياتنا وخاصّة السلبيّة منها والتي سلبَت منّا الكثير من الخصوصية وجلبت تلك التأثيرات على تواصلنا الاجتماعي مما جعلت للكثير منّا الانعزالية بعد ان سمحت للعديد من تلك الخطوات بالتقدّم خطوة بخطوة دون توقّف مع السماح لذلك العنصر الحيادي بالحديث او التدخّل لمعرفة ما هي الحقيقة ومن أصحابها؟ وكيفية السماح لهم بالدخول بعد الشعور بالأمان من جهة والثقة من الأخرى دون التصوّر بان ذلك الصمت هو أحد الأسباب في جلب المشاكل الاجتماعية من بعد محاولة غير ناجِحة للحفاظ سليماً عليها.

بعيداً عن كل الشوائب التي يجلبها أصحاب تلك الخطوات وحِفاظاً على حياة سليمة ونظيفة تماماً كما يبحث الكثير مِنا بعيداً كُل البُعد عن أي تأثيرات تتسبّب فِي ترك أثر واضح سواء لنا او علينا والوقوف حِيادياً تماما كتلك القطعة صاحِبة الفضل في معرفة الكم الهائل من الخطوات (دعسات او دوسات) دون التدخّل في شؤونِها او محاولة عرقلة البعض منها علماً انها تستطيع ذلك لكن اختيار صفة الحياد هي من سماتها والتي تفرّدت بها لتشعر بالذنب دون التحدّث او التبرير.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد البطران "بطرانيات"

تدوينات ذات صلة