حديث بيني وبين نفسي خلال وقوفي الغير مخطط له أمام المرآة هذه ..

هؤلاء نحن..

الطرف الآخر من المرآة ، إنعكاس الوجه مع أشعة الشمس ، ملامح صغيرة حزينة ،سعيدة ، ممتلئة بالتجاعيد او يغزوها الصِبا ، تلمسها لتتحقق من وجوديتها ، تحدقّ بتلك العينين تصمت تنتظر جواب من ذلك الطرف ، فتغمض عينيك لتخدع نفسك فتفتحهم سريعاً ولكنك مازلت قادر على رؤية ذلك الإنعكاس ، تقترب فيقترب منك ، تبتعد فيبتعد هو الآخر تبتسم يبتسم لك بذات السذاجة ، تخبره انك جميل فيخبرك انك جميل ، تنعته بالفاشل فينعتك بالفاشل ، فتتذكر أن الأجسام تبدو أصغر مما هي عليه بالواقع فتغضب! فتلتقط صورة عشوائية تحفظها في هاتفك لتنظر إليها قبل أن تنام وترى بكُل بساطة أنهُ أنتَ ، وجهك ، عينيك ، فتدرك أخيراً أنك انت من يصنع ذلك الإنعكاس والمرآه هي وسيلة لتريك ثمار مازرعت , هو إذا إنعكاس صغير , وهم , خيال , لا يهم يفلت من بين يديك كالهواء , يقف أمامك كتمثال إعتصره التاريخ فحنطه , أو كقطعة خشبية منسية في زاوية منزل قديم , كذكرى مؤلمة أو مًفرحة , كليلة باردة أو صباح إمتدت الشمس من خلاله , كقطعة كعك ساخنة , أو حليب منتهي الصلاحية , نعم ..

هؤلاء نحن الإنعكاسات البالية أو مترفة النجاح , المتطلعة والتي لا تجرؤ على رفع بؤبؤ عينيها في منتصف عينك ..

عزيزي خلال يومك الطويل إصنع ماتشاء , وخذ القرارات التي تريد , ولكن تذكر في لحظة معينة أنك في آخر اليوم ستقف لتواجه هذا الإنسان أو هذا الإنعكاس , هذا الوهم أو حتى الخيال لا يهم ! المهم أن تقف أمامه مبتسما شاكرا مسانداته الدائمة لك دون مقابل ..



تصبح على خير ..


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

اننا بالنهاية صنيعة ايدينا 🙏🏼♥️

إقرأ المزيد من تدوينات طِيب العمَد

تدوينات ذات صلة