لا أعلم إن كان الخوف أم كثرة التفكير السبب في ذلك؛ لكني أشعر أني غريب ..!

أريد الهروب.. بلا مقدمات ولا تمهيد أعلن رغبتي في الهروب مما أحياه.. ممن هم حولي.. من عقلي، وقلبي اللذان لا يملا الصراع آناء الليل وأطراف النهار.. أريد الهروب لمكان بعيد عن الدنيا.. لا بشر فيه .. لا قيود ولا شروط.. لا عيون متعجبة.. ولا همسات جانبية ..حيث يوجد فقط "الهدوء".


فمن عله قد يتحمل بلا شكوى كل هذا الصخب الصامت السام الذي يقتلني ويقتل كل ما أعرفه عن نفسي بتدرج بطيء، فأتحول لغريب لا أعرف عنه شيء.. مهمته في الحياة أن يصيب كل أجزائي بالشك.. فأصبحت أتساءل عن كل فعل أقوم به بدءاً من طريقة امساكي بهذا القلم وتفكيري فيما أكتب راهنا حتى أسلوب نومي وعاداتي التي رسمتها السنين وذوقي الشخصي الذي لا يتغير بتغير الذوق العام من حولي..


فيكون هنا السؤال بطل المسرح؛ ءأنا على خطأ أم إني مصيب؟.. هل أنا في المكان الصحيح من هذه الدنيا أم عليّ الانسحاب بعيدا عن هذه البيئة التي لا أمت لها بصلة..؟


الشعور بأنك غريب في كل مكان تقف فيه، وبألفة أشياء يراها معظم من حولك غريبة يجعلك تتساءل مثلي.. هل أنا غريب الأطوار..؟ هل يعمل عقلي بطريقة مغايرة لتلك التي تعمل بها عقولهم؟ إذا ماذا لو أمسيت مثلهم..؟ هل سيتوقف عقلي عن الصراخ الصامت هذا..؟ أم أنه سيتمادى فيه حينما يفقد قدرته على التعرف إلي..!!؟


بعد صمت لبضع لحظات بالتوقف عن الكلام ومع عدم المقدرة على التوقف عن التفكير، ورد بخاطري سؤال هو الأهم بين هذه التساؤلات فاقدة الإجابة؛ هل سأجد في يوم من الأيام من يختار البقاء إلى جواري بلا غروب إن ظللت كما أنا على حالتي هذه..؟ أم أن ذلك لن يتحقق إلا بالتغير حد الغياب عن نفسي التي آلفها..؟! للأسف جوابه ليس عندي.. كسائر الاسئلة.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميل اوي المقال بجد استمتعت بيه وانا بقرأه ماشاء الله عليك يا قلبي ♥️♥️

أحببت المقال كثيرًا ذكرني بمقولة قرأتها في كتاب"أنت تكون أنت أنت يالها من مهمة شاقة"

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة