لك أن تتخيل يا صديقي

ليس بمقدورنا تسميتها دورات حول الشمس وحول نفسها, بل هي رسائل لا يفهمها سواها, هي في نظري رقصات كواكب.

لك ان تتخيل يا صديقي, الشمس وسط هذه الكواكب تتراقص من حولها رقصات متناغمة, كل منها يفرض وجوده أمامها

لك ان تتخيل يا صديقي, شمسا مغترة بذاتها لا يفرق معها غياب أي من الكواكب التسع تلك..

لكن واحد منهم أثار انتباهها ما سمته كوكب الحياة (الأرض) كوكب واحد مثير للاهتمام في نظرها، أكيد فما لها من الكواكب الثمان الأخرى سوى الموت والسكون..

كوكب ان ابتعد أثلج وان اقترب جف، كوكب تمنت الشمس لو اقتربت منه لكن بخشيتها عليه احبت بعده، احبت ربيعه

لك ان تتخيل يا صديقي, تلك الشمس المغترة رغم عشقها لذلك الكوكب، الا انه لا يعير أي أهمية لها

كانت تلك الرقصات للقمر وليست لها, رغم كل العروض التي تستعرضها الشمس في كل نهار بكتلاتها النارية، الا ان كوكبنا عشق هدوء الليل وكان ينتظره كل يوم متجاهلا ضوء ودفئ الشمس..

أحب قمرا ميتا وحيدا بندبات بشعة، متجهم وكئيب

لكن المؤسف أن قمرنا هذا لا يبدي اهتمامه باي كان, انه كالمتفرج لا يكترث هو الاخر بغياب أي من الكواكب التسع تلك او حتى ذاك النجم الضخم

من يدري يا صديقي, ربما أخطأت الشمس في توقعاتها بأن الكوكب الذي عشقت لا يجف بسبب اقترابه منها بل حزنا لابتعاده عن القمر ويمطر ويثلج فرحا لاقترابه منه، وربما أخطأ كوكبنا في عشقه للقمر ربما هو أكثر غطرسة من الشمس وتبجحا..

وقد يكون هو الأخر يتأمل ضوء النجوم وجماليتها, كل تلك السنين, على أمل أن يتحرر ويقترب منها.

مع العلم أن أكثرها نجوم في الأساس ميتة

و أنها مجرد كواكب تدور حول الشمس وحول نفسها, مرة تقترب من القمر ومرة تبتعد عنه

الا انني أراها رقصات كواكب, تبجح نجم ضخم, وقمر مسجون.