ستنجح ما دمت تريد

النجاح ملكٌ لمن اعتاد بعد السقوط النهوض والحُلم ليس حكرا على النائم إنما هو لكل صاحب إرادة وطموح، آَمن بأنك تستطيع وستجدُ الدنيا ملكٌ ويقين

ستنجح ما دمت ترید حین سألتُ أولئك الذین صنفُ على أنهم ناجحون عن سر ذلك النجاح، أسبابه، وكیف تغلبُ على ظروف الحیاة، كیف هزم لحظات الیأس التي تتسلل للقلب دون إنتباه ، وكیف تجاوز ملل انتظار النتائج، وكیف تجاوز كلمات الإحباط وخفض المعنویات، فكان جوابهم واحد؛ إذ أكدُ بأن السحر یكمن في الإیمان… نعم حین یؤمن المرء بأنه یستطیع وحین یمتلأ القلبُ بالیقین، وحین یغزوا الشغف الجسد والروح، وحین یتیقن الإنسان بأن حُلمه لیس ب المستحیل بل بأن لا مستحیل حین یجتمع الإجتهاد والعمل والسعي الدؤوب والتوكل على اﷲ حینها لا بدّ أن یكون النجاح هو النتیجة وهو الحقیقة التي لا راد لها ولا منكر لصحتها ولا من ینفي حصولها، فالسعي لا بدّ أن یجني المرء ثماره وأن یحصد نتاجه ، سیدنا یوسف علیه السلام صبر وتحمل فبات بعد الصبر عزیز مصر، سیدنا یعقوب وثق بالعظيم الذي لا یخیب من وثق به، كان یدعو اﷲ موقنا بأنه سیجیبه ولو بعد حین، صدق دعائه وإلحاحه جعل اﷲ یعیدُ إلیه یوسف الذي لو أنه مات لدب اﷲ فیه الروح كرامة لأبیه بل كرامة لمن وثق بالعظيم ودعا بیقین وكان واثق بأن اﷲ لا یخیب رجاء الصادقین، سیدنا أيوب علیه السلام قضى سنوات طویلة صریع المرض لا یقوى الحركة ولا قدرة له على أن یلبي حاجاته، كان راضي بقضاء اﷲ، موقن بأن الخیر فیما اختاره اﷲ ولو كان یحمل المرض والألم، اشتدت أحواله صعوبه، تحملت زوجته مهانة وظلما كبیرا، فكانت على قدر المشقة وكان الأجر على نفس القدر أیضا؛ إذ منا اﷲ على نبي اﷲ بالشفاء فعاد لا یشكوا ألم ولا كأنه ذاق یوما تعب، بعد سنوات العجاف والفقر والمرض جاء الفرج وجاءت السنین التي تحمل في طیاتها الفرح، هذا یعلمنا أن لا حال یدوم وأن الصبر مفتاح الفرج الوحید، وأن اﷲ لا یخذل عبدا صبر ودعا بل یكافئه بأكثر مما تمنى وأكثر مما ظنه خسارة لا تعوض. اقرع الباب یفتح لك، واعمل تنالُ الأجر، وحاول مهما ظننت بأنك محاطٌ بالفشل، لیس النجاح بألا تتعثر وتسقط بل النجاح بأن تنهض وتحاول بعد كل سقوط، لیس المهم كیف تصل ولا بأي حال تبلغ الحُلم، المهم أن تصل حتى ولو وصلت متعب، منهك، نال منك التعب، ففرحة الوصول ستجُبُ ما قبلها من تعب، ستنظر للخلف بفخر وتقول ها أنا فعلتها ووصلت، تلك الندوب والجروح ستصبح وسام فخر یخبرُ عن مغوار عمل وتعب فنجح، لن تنجح وأنت تنتظر الفرص، فالفرص لا تقدم على طبق من ذهب بل تقدم بطبق من سعى وجهد وعمل، لست عادي ولست منعدم القدرات ولا ضعیف أنت خلقُ اﷲ وخلقُ اﷲ عظیم، ابحث في داخلك عن القوة المحتجزة، حرر مكنونات روحك، أثبت لنفسك بأنك تملك الكثیر، عافر ولا تیأس فكل أولئك الذین نجحُ استطاع أن یستخرج كنوز نفوسهم وهبات میزهم العظیم بها، لا ترضى إلا القمة فلا تلیق القمم إلا بالشجعان ولا تلیق الشجاعة إلا بإنسان تحمل وتعثر وواجه وتعب لكنه ما استسلم ولا یأس . لا نحتاج معجزات لننجج كل ما نحتاجه لنعد وصفة النجاح ما یلي : شخصٌ یؤمن بنفسه وقدرته، القلیل من العزیمة والإصرار، شغف لا یموت ولا ینطفأ ولا یتأثر بالظروف فیفسد، بضع بهارات للنكهة، مثل الإرادة ، الصبر، الثقة، ولا بد ألا ننسى وضع ما یجعل من طبقنا یعیش أطول فلا یفسُد؛ أحط نفسك بالأشخاص الإیجابیین، غلف نفسك برداء الحب فلا شيء یوضع فیه الحب یفسُد، املأ قلبك بالیقین بأن من خلقك لن یضیعك وبأن اﷲ ما غرس فینا رغبة الوصول إلا لأنه یعلم بأننا نستطیع، انتیه فالطبق سیفسُد إن أنت نسیت التغلیف؛ غلفه بالرضا والقناعة والحق والعدل والأمانة فلن تكون ناجح إن كان الثمن ظلما وتجاوز وانتهاك حدود، لن تستسیغ الطبق إن أنت تركته دون تغلیف، فیصبح فاسد یضرُ أكثر مما یفید. ستنجح كن واثق بذلك.