نستمر فى الحديث عن خلفاء العصر العباسى الاول، وفى هذه المقالة نتحدث حول هارون الرشيد ونتطرق إلى قضية ولاية العهد.
هارون الرشيد
بعد وفاة المهدى تولى ابنه الهادى إلا أنه لم يستقر فى الحكم وتوفى وتولى أخيه هارون من بعده.
نسبه.
هو هارون بن محمد المهدى وأمه تسمى الخيرزان وكانت أم ولد.
وكان الرشيد محبا للعلم والأدب، وكان سخيا كريما، كثير الحج والتصدق لوجه الله تعالى.
سبب تسميته بالرشيد.
كان المهدى أرسل هارون فى حملة عسكرية إلى بيزنطة، استطاع هارون فيها إخضاع الدولة اليزنطية، وفرض شروط عليهم كان من اهمها أن تلتزم بيزنطة بدفع جزية سنوية للدولة العباسية، ونتيجة لتلك الحملة وتميز هارون فى قيادة تلك الحملة لقبه أبيه المهدى بالرشيد.
توليه الخلافة.
تولى الخلافة بعد وفاة أخيه الهادى الذى لم تدم مدة خلافتة سوى عام ونصف، بويع الرشيد بالخلافة يوم وفاة أخيه وفى نفس اليوم ولد لهارون الرشيد ولد سماه عبدالله المأمون.
ولا يوجد يوم مثل هذا اليوم الذى توفى فيه خليفة وتولى خليفة وولد خليفة-لأن عبدالله المأمون سيتولى الخلافة فيما بعدـ وكان هذا فى عام 170هجريا 786 ميلاديا.
كان عمر هارون الرشيد عند توليه الخلافة أربعةوعشرين عاما، وكان يحب الشعر والأدب والفقه، قام بتقريب الشعراء والأدبا والمغنيين إليه، وأقام مجالس ليلية لهم اتسمت بالمناقشات الفكرية الرفيعة.
كما اهتم هارون بالارتقاء بمستوى البلاد فيعد عصره العصر الذهبى للخلافة العباسية.
هارون الرشيد وولاية العهد.
نجد فى كل عصر أن ولاية العهد تلك تكون أحد المسامير التى تدق فى نعش الحكم، فيمكن أن تكون قضية ولاية العهد سببا فى ضعف الحكام وكذلك سببا فى دخول الخلاف بين الناس، ونجد أن هارون الرشيد قد وقع فى فخ ولاية العهد ولم يتعظ من السابقين، بل إن ما فعله كان سبب فرقة بين المسلمين أجمعين.
هارون الرشيد كان مثل كل حاكم يتمنى الحكم لابنائه من بعده، وكان هارون قد رأى بأن المأمون به المقومات التى تجعل منه خليفة وحاكم حيث كان يتميز برجاحة العقل والفطنة، وتلك الأمور أو المقومات لم يجدها فى ابنه الأمين، إلا أن هارون لم يستمع لعقله أثناء إعلانه لولاية العهد وتأثر برأى زوجته زبيدة وهى أم الأمين، حيث جعلت هارون يكتب ولاية العهد لابنه الأمين من بعده، وكتب أن يتولى المأمون الخلافة من بعد أخيه الأمين.
وأعطى هارون فى حياته حكم خراسان لابنه المأمون، وأثبت المأمون جدارته فى الحكم، إلا أن الخلاف بدأ يدب بين الأخوين أثناء حياة الرشيد، مما أدى للخوف بأن يتملك قلبه على الحكم من بعده، وهذا جعله أن يأخذ كلا من الأمين والمأمون بميثاق ولاية العهد وذهبوا للحج، وهناك جعل هارون الأخوين يتعاهدا على ألا يتعارض أحدهما شئون أخيه، وعلق ميثاق العهد فى فناء الكعبة، وذلك لكى يزيد من قدسية العهد.
وفاة هارون الرشيد.
كانت خلافة الرشيد ثلاثة وعشرون عاما، توفى الرشيد بعدهما فى عام 193هجريا و809 ميلاديا.
وترك الحكم لابنه الأمين الذى كانت خلافته بداية لحدوث انقسام شديد بين المسلمين، وهذا ما سنتناوله فى المقالة القادمة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات