بعد أن تحدثنا عن أبو جعفر المنصور فى المقالة السابقة سننتقل بالحديث عن ابنه المهدى.

ثالث خلفاء الدولة العباسية الخليفة المهدى.

توفى الخليفة العباسى أبوجعفر المنصور وترك تسعة من الأبناء تولى أحدهم الخلافة من بعده وهو محمد المهدى.


المهدى.

هو أبو عبدالله محمد بن عبدالله، وأمه تسمى أم موسى بنت منصور بن عبدالله بن سهل بن زيد الحميرى.

وقد كان ملقب بالمهدى، أما عن وصفه فكان أسمر طويلا ذو شعر مجعد وكان معتدل الخلق.


توليه الخلافة.

بويع بالخلافة يوم وفاة أبيه أبو جعفر المنصور، وقام ببيعته وزير أبيه، وحينها قام الناس فى بغداد بمبايعته.


المهدى خليفة للمسلمين.

وما أن بويع بالخلافة وقام برد المظالم إلى أهلها وإنصاف المظلوم وكف الأذى عن الناس، وكان سخيا يكثر العطاء، إلا انه يؤخذ عليه أنه كان يقوم بعزل ولاة وتولية آخرين بكثرة ودون سبب.

عمل على تحسين طريق الحج ،وقام بعمل توسيعات فى الكعبة الشريفة وكذلك فى المسجد النبوى.

وأثناء حجه وذهابه إلى مسجد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مجرد ما أن دخل إلى المسجد إلا أن قام كل الحاضرين ما عدا شخص واحد، فقيل له قم فهذا أمير المؤمنين، حينها رد بقوله "أنه لا يقوم الناس إلا لرب العالمين"، ما أن سمع المهدى قوله إلا وأمر بتركه وتأثر منه وقال بأنه قد قامت كل شعرة فى رأسه.


هدنة مع معارضى الدولة.

أراد المهدى التكفير عما بدى على مظهر الخلافة من قتل وسفك دماء فى عهدى عمه وأبيه ضد كلا من الأمويين والعلويين، فعمل على اكتساب مودة أهل الشام وقام بزيارتهم، وقام بتسوية الخلافات التى بين قبائل البادية فى الشام.

وعمل على استرضاء اهالى الحجاز بعد أن عاملهم المنصور بشدة بفعل مساندتهم للعلويين، وضم عددا من الجنود الحجازيين إلى حرسه الخاص.

وهذا كله أدى إلى صبغ عهد المهدى بصبغة الإستقرار والهدوء الداخلى.


وفاته.

توفى المهدى فى سنة 169 هجريا و 785 ميلاديا، عن 48 عاما بعد أن دامت خلافته عشر سنين، وتولى من بعده ابنه موسى الهادى.


Aya Shaalan

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Aya Shaalan

تدوينات ذات صلة